responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رحلة العبدري نویسنده : أبو عبدالله العبدري    جلد : 1  صفحه : 345

[ينبع]

ومنها إلى ينبع يومان جادّان ، وينبع من بلاد الحجاز المعروفة وهي بليدة في أصل جبل ، ضعيفة البناء قليلة السّاكن ، والخراب بها كثير ، وغربيّها بسيط متّسع ، وهو محطّ الرّكب ، ولكنّه سبخة لا تنبت ، وفيه نخيل وماء معين طيّب. وصاحب ينبع مستبّد بها كاستبداد صاحب مليانة ؛ إذ لا أحد يرغب فيهما ولو كان كلّ [١] بلد مثلهما لوقع الأمان و «لم ينتطح فيها عنزان» [٢]. ومن ذا الّذي يرغب في عين العناء ، وينافس في نفس الفناء ، فهم طلقاء الجوع ، وعتقاء الشّظف ، أمّنهم الخوف ، ونجّاهم التّلف. ولكنّ ينبع على ما هي عليه ترتاح لها النّفوس [٨٧ / آ] وينضى لرؤيتها لبوس البوس ، لأنّها مراقبة [٣] لدار حلّها الحبيب ، وربع يدعى فيها الشّوق فيجيب ، ويخطر به الخاطر فيعرف ولا يستريب ، لو نطقت بقعه [٤] لأفصحت بكلّ عجيب. منزل غدا للعقول عقالا ، ينفر إليه جند الوجد (خِفافاً وَثِقالاً)[٥] تودّ الخدود به لو كانت يغالا ، ذا المعالي [٦] فليعل من يتعالى.

وللّركب في ينبع سوق كبير ، والتّمر فيه كثير ، ومنه يتجهّز من نقصه شيء من زاده إلى مكّة ، وبه يحطّ أهل مصر أثقالهم وما لا يحتاجون إليه من


[١] ليست في ط.

[٢] في المثل : لا ينتطح فيه عنزان. انظره في الوسيط ١٩٨ ، والفاخر ٣١٢ ، والميداني ٢ / ٢٢٥ ، والمستقصى ٢ / ٢٧٧. واللسان نطح. وهو حديث شريف.

[٣] في ت وط : مصاقبة : والصّقب : القرب.

[٤] ليست في ط.

[٥] اقتباس من قوله تعالى في سورة التوبة ٤١ : (انْفِرُوا خِفافاً وَثِقالاً وَجاهِدُوا بِأَمْوالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ).

[٦] في ت التعالي.

نام کتاب : رحلة العبدري نویسنده : أبو عبدالله العبدري    جلد : 1  صفحه : 345
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست