responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رحلة العبدري نویسنده : أبو عبدالله العبدري    جلد : 1  صفحه : 281

فراخا نأى أنسي بنأي محلّهم

وصحبا كراما ضمّهم أفق الغرب

فأفطرت من قبل الغّدو بعبرة

غنيت بها يومي عن الأكل والشّرب

وكنت نزلت بالمدرسة الكامليّة [١] منها في علّو مشرف على السّوق ، فكنت قلّما أرقد إلّا منغصّا لصياح الباعة ؛ وهم يبيعون طول اللّيل ، وقلّما يكون طعام الشّريف منهم والوضيع إلّا من السّوق ، والضّغط على ذلك ، والزّحام متّصل ، والطّرق غاصّة بالخلق ، حتّى ترى الماشي فيها ماله همّ سوى التّحفّظ من دوس الدّواب إيّاه ، ولا يمكنه تأمّل شيء في السّوق لأن الخلق يندفعون فيها مثل اندفاع السّيل. وقد ضاعت لي بها دابّة بسبب الزّحام ، كان عليها شخص راكبا ، فتكاثر عليه الزّحام حتّى أسقط عنها ، واندفعت في غمار الخلق ولم يمكنه التوصّل إليها وهو [٦٩ / آ] يبصرها حتّى غابت عنه ، وكان آخر العهد بها.

وحدّثت أنّ رسولا من قبل ملك الرّوم ـ أخزاهم الله ـ وصل إليها في مدّة الملك الظّاهر [٢] ، فأمرهم الملك أن يدوروا به بعد العصر في البلد قصدا لأن يرى إفراط [٣] عمارة البلد ، فداروا به ، فقال لهم : إنّ بلدكم هذا ضعيف. فقالوا : وكيف ذلك؟ أو ماترى المخلوق الذّي به؟ فقال لهم : إنّ هؤلاء جميعا


[١] بناها الملك الكامل وتمّ الانتهاء من عمارتها سنة ٦٢١ ه‌. انظر خطط المقريزي ٢ / ٣٧٥.

[٢] الملك الظاهر بيبرس العلائي : فاتح ، قائد شهير ، تولى سلطنة مصر والشام سنة ٦٥٨. له وقائع مع التتار والإفرنج. توفي بدمشق ٦٧٦ ه‌ ودفن فيها. ترجمته في فوات الوفيات ١ / ٢٣٥ ـ النجوم الزاهرة ٧ / ٩٤ ـ بدائع الزهور ١ / ٣٠٨ ـ ٣٤٢ ـ حسن المحاضرة ٢ / ٩٥.

[٣] ليست في ط.

نام کتاب : رحلة العبدري نویسنده : أبو عبدالله العبدري    جلد : 1  صفحه : 281
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست