قال : وأنشدنا ابن القطيعيّ أيضا ، قال : أنشدنا عمر [٢] بن عليّ الدّمشقيّ في كتابه ، قال : أنشدنا أبو حامد [٣] محمّد بن عبد الرّحيم الأندلسيّ لنفسه : [الرمل]
تكتب العلم وتلقي في سفط
ثمّ لا تحفظ ، لا تفلح قطّ
إنّما يفلح من يحفظ من
بعد فهم وتوقّ من غلط
قلت : لم يسمع في [٤] كلام العرب إدخال قطّ على الفعل المضارع ، وإنّما يدخلونه على الفعل الماضي ، فيقولون [٥] : لم أفعل هذا قطّ. وذلك أن «لم» تصيّر الفعل في المعنى ماضيا ، ولا يقولون : لا أفعله قطّ ، لأن «قطّ» مشتقّة من قطّ يقطّ ، أي : يقطع ، فمعناه : لم أفعله في كلّ ما مضى من الزّمان وانقطع ، وهذا الّلفظ تغلط فيه الخاصّة والعامّة من أهل المشرق ، وقد رأيت إنكاره لبعضهم وأظنّه أبا محمّد الحريريّ في كتابه «درّة الغوّاص» [٦] وذكر في معناه ما ذكرته سواء ، والله الموفق.