وحلاوة المذاقة. كلّ عنها ظفر الزّمان ونابه ، وملّ منها جيش الحدثان وأحزابه. فلم تبد عليها للزّمان ضراعة. ولا وكست [١] لها في معاملاته سلعة ولا بضاعة. ولا وقفت له موقف ذلّ يوما ولا ساعة. بل ثبتت لحزبه [٢] ثبوت البطل ، وصابرت كيده حتّى اضمحلّ سحره وبطل ، ولم تصغ أذنا إلى ما يوعد به من الخنا والخطل [٣]. فهي واقفة وقوف الأطواد [٤] ، سامية بطرف غير كليل ، وجيد غير مناد [٥]. آخذة [٦] من الكفر وأهله بالمخنّق [٧] ، حتّى أبدلتهم من الصّافي المروّق الكدر المرنّق [٨] ، فسامروا الأسف مسامرة النّدى للمحلّق [٩]. ودجا عليهم ليل [همّ][١٠] ادلهمّ بعد نهار سرور تألّق ، واضطرم عليهم الأسى واحتدم فحالفوا النّدم ، وقالوا : عوض لا يتفرّق [١١]. مدينة فسيحة الميدان ، صحيحة الأركان ، مليحة البنيان ، تسفر عن محيّا جميل المنظر ، وترنو بطرف ساج [١٢] أحور. وتبسم عن ثغر كالأقحوان إذا نوّر ، كأنّه لم يغب عنها