responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رحلة العبدري نویسنده : أبو عبدالله العبدري    جلد : 1  صفحه : 188

ولمّا حضرت تدريسه مرّ لهم في دولة التّفسير قوله تعالى : (وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ جاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ وَبِالزُّبُرِ وَبِالْكِتابِ الْمُنِيرِ)[١] ، فسألته : ما الكتاب المنير الّذي أراد هنا؟ فأجاب : بأنّه جنس ، وهو بمعنى الزّبر قبله بإجماع من المفسّرين. فقلت له : لم كرّر؟ فقال : للتّأكيد. وجمد على ذلك ، ولا يفهم هنا للتّأكيد معنى. ولو قال : كرّر لما تضمّنه من المدح كما تعطف النّعوت بعضها على بعض لكان أشبه ، ولكنّ تكرار الباء يشعر بالفصل ؛ لأنّ فائدة تكرار العامل بعد حرف العطف إشعار بقوّة [٤٢ / ب] الفصل بين الأوّل والثّاني ، وعدم التّجوّز في عطف الشّيء على نفسه ، [٢] والله أعلم [٣].

ثمّ مرّ لهم بعدها قوله تعالى : (وَغَرابِيبُ سُودٌ)[٤] وهي من الآيات الّتي صدئت فيها الأذهان الصّقيلة ، وعادت بها أسنّة الألسنة [٥] مفلولة الشّبا كليلة ؛ وذلك أنّ المنهج في كلامهم تقديم المتبوع على التّابع فيقولون : أبيض ناصع ، وأصفر فاقع ، وأحمر قان ، وأسود حالك ، وغربيب. ولا يقولون : ناصع أبيض ، ولا فاقع أصفر ، ولا قان أحمر ؛ لأنّ التّابع [٦] فيه معنى زيادة الوصف فلو قدّم كان ذكر المتبوع بعده عيّا ، إلّا أن يكون المعنى [٧] أوجب تقديمه. فلمّا


[١] سورة فاطر : ٢٥.

[٢][٢] ـ سقط من ت.

[٣] سورة فاطر : ٢٧.

[٤] في ت : ألسنة الأسنة.

[٥] في ت : التبع.

[٦] في ت وط : بمعنى.

نام کتاب : رحلة العبدري نویسنده : أبو عبدالله العبدري    جلد : 1  صفحه : 188
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست