كان وراء رحلة العبدريّ سببان حملاه على المضيّ فيها :
الأول : سبب دينيّ : وهو القيام بفريضة الحج ، وزيارة الأماكن المقدّسة ، والاتّصال بالمتصوّفة والصّالحين ، وقد صرّح العبدريّ مرارا بأنّه كان ينوي الإقامة بمكّة والمجاورة بها ، وبأنّه قد اكترى المنزل وجهّز لوازمه ، وصرف الرّكب إلى المغرب ، لولا حدوث فتنة هناك أرغمته على الرّحيل عن مكّة [١].
الثّاني : هو رغبته في لقاء العلماء والمشايخ والأخذ عنهم ، وكان العبدريّ حريصا على البحث عن السّند العالي فيما أخذه عن هؤلاء العلماء والمحدّثين ، ورأينا العبدريّ في سؤال دائم عن الأحوال العلميّة والثّقافيّة في البلاد الّتي مرّ بها ؛ فإذا صادف مجموعة من العلماء في بلد من البلاد طرب لذلك وانشرحت نفسه فانطلق لسانه ثناء وحمدا كما حدث معه في تونس [٢]. وإذا لم يجد هذا النّوع من العلماء هجا بلسانه الذّرب هذه البلاد وأهلها كصنيعه في قابس وطرابلس [٣].
أمّا مدّة الرّحلة فيبدو أنّها استمرّت أكثر من سنتين ، ويذكر البحاثّة حسن حسني عبد الوهاب أنّ العبدريّ زار تونس مرّتين في طريق ذهابه إلى