نام کتاب : رحلة العالم الألماني ج أو هابنسترايت إلى الجزائر وتونس وطرابلس نویسنده : أ. د. ناصر الدين سعيدوني جلد : 1 صفحه : 75
وفي مقابل ذلك فإن مدينة الجزائر تتفوق في الدفاعات بفضل قلاعها وحصانة موقعها الطبيعي بفعل الجبال العالية التي تحيط بها ، إذ يتحتم على كل مهاجم لها احتلال تلك المرتفعات قبل القيام بأي عمل عسكري ذي أهمية ، فالإمبراطور شرلكان ورغم كل قوته لم يتمكن من النيل منها ، وإن كان فشله في حملته عليها يعزى إلى فعل العاصفة البحرية التي حطمت أسطوله أكثر من كونه يعود إلى حصانة مدينة الجزائر [١] ، فالحصن الذي قام ببنائه والذي لا زال حتى الآن يحمل اسمه ويعرف لدى السكان" بحصن الإمبراطور" ، شيد للدفاع عن المدينة وحماية الميناء ، إلا أنه من الممكن أن يكون هو السبب في فشل حملة الإمبراطور عندما وقع في أيدي أعدائه ، وهذا أمر ممكن الحدوث حسبما تبين لنا ذلك من معاينة موقع الحصن [٢].
إن خبر اقتراب الأسطول الإسباني حدث غير مألوف في البحر المتوسط منذ عهد فيليب الثاني ، فقد أحدث فزعا لدى حكومة الجزائر حتى أن الداي نفسه رأى أنه من الأنسب أن يرسل مختلف الأشياء الثمينة إلى قنصل السويد ليحتفظ بها له ، وأثناء ذلك لم يكن الجزائريون متأكدين من أن
و ١٦٨٨ بقيادة ديستري ، و ١٦٨٩ بقيادة الفارس بول. أنظر ناصر الدين سعيدوني ، البحرية الجزائرية ، المصدر نفسه ، ص ص. ٢٠٦ ـ ٢٠٨.
[١] لم يتقبل الأوربيون هزيمة الإمبراطور شرلكان في حملته على مدينة الجزائر عام ١٥٤١ والتي جند فيها ٤٥١ سفينة و ١٢. ٣٣٠ بحارا ، في وقت كان فيه خير الدين بربروسة في إستانبول يتولى قيادة الأسطول العثماني ، وينوب عنه في حكم الجزائر وكيله حسن آغا.
وقد حاول الأوربيون إيجاد مبررات لهذه الهزيمة مثل وقوع العاصفة وتخليه على الحصن الواقع أعلى مدينة الجزائر والمعروف بحصن الإمبراطور ، مع العلم بأن تراجع قوات الإمبراطور يعود أساسا إلى استبسال فرق الإنكشارية ومشاركة السكان في الدفاع عن المدينة بقيادة حسن آغا ، واستهانة شرلكان وقادته بقوة وشجاعة المدافعين عن المدينة ، الأمر الذي أرغمهم على التراجع الذي تحول إلى هزيمة ساحقة كادت أن تنتهي بالقضاء على الإمبراطور شرلكان لو لا تمكنه من الانسحاب إلى بجاية ومنها إلى إسبانيا.
[٢] للتعرف أكثر على حصن الإمبراطور ، أنظر هامش رقم ٢٠.
نام کتاب : رحلة العالم الألماني ج أو هابنسترايت إلى الجزائر وتونس وطرابلس نویسنده : أ. د. ناصر الدين سعيدوني جلد : 1 صفحه : 75