responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : وقاية الأذهان نویسنده : النجفي الإصفهاني، محمّد رضا    جلد : 1  صفحه : 98

فقط من غير لحاظ الانفراد والتعدّد ، فضلا عن لحاظ الوضع الواحد أو الوضعين ، ولا الحرف إلاّ على التعدّد من غير دلالة على أنّ التعدّد بوضع واحد أو وضعين ، فإذا أتبعته بقولك : سحّارة وخرّارة [١] فقد أزحت الإجمال عن اللفظ ، وأعلمت السامع باستعمالك اللفظ في المعنيين ، ولم تخرج بذلك عن معنى الحرف ، ولم تستعمله في غير ما وضع لأجله ، والوجدان السليم يكفي المنصف شاهدا على ذلك ، إذ لا ترى في قولك : رأيت عينين سحارة وخرّارة. تكلّفا ولا تأويلا أصلا ، بل لا ترى فرقا بين قولك هذا ، وبين قولك : رأيت عينين جاريتين. إلاّ أنّ الأول ألطف في الذوق ، وأبدع في السمع ، وعليه جرى الحريري في مقاماته ، فقال ـ من الخفيف ـ :

جاد بالعين حين أعمى هواه

عينه فانثنى بلا عينين [٢]

ولعمري لقد أحسن ، وأخطأ من خطّأه في ذلك ، وعليه يجري كثير من بديع أمثلة التوشيع [٣] ، كقول الصفي الحلّي :

رأيت بدرين من وجه ومن قمر

في ظلّ جنحين من ليل ومن شعر [٤]

بناء على ما يذهبون إليه من كون استعمال البدر في الوجه مجازا ، وأنّ المجازات لها أوضاع نوعيّة ، لا على ما حقّقناه سابقا.

وقول بلديّة [٥] السيّد حيدر رحمه الله في رثاء الحسين عليه السلام :

فظاهر فيها بين درعين نثرة

وصبر ودرع الصبر أقواهما عرى [٦]


[١] الخرير : صوت الماء ، ومنه عين خرّارة. الصحاح ٢ : ٦٤٣ ( خرر ).

[٢] مقامات الحريري : ٨٠.

[٣] التوشيع في اصطلاح البديعيّين أن يأتي الشاعر باسم مثنّى ، ثم يأتي باسمين مفردين يفسران الأوّل. ( منه قدّس سرّه ).

[٤] ديوان صفي الدين الحلّي : ٧٢٣.

[٥] أي من بلده وموطنه ، لأنهما من أهل الحلّة من بلاد العراق. ( مجد الدين ).

[٦] ديوان السيد حيدر الحلّي ١ : ٨٠.

نام کتاب : وقاية الأذهان نویسنده : النجفي الإصفهاني، محمّد رضا    جلد : 1  صفحه : 98
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست