ومن رام إنكار
دلالة جميع الأفعال على الزمان حتى الماضي والمضارع ولو بهذا المعنى فهو إنكار
لصريح الوجدان ، وإلاّ فله وجه ، بل هو الوجه.
وقد تمسّك بعض من
عاصرناه من الشيوخ [١] على نفي دلالة الفعل على الزمان بأنّ الفعل ليس إلاّ مادّة
وهيئة ، والمادّة تدلّ على الحدث ، والهيئة على النسبة ، فأين الدالّ على الزمان؟
وجوابها يظهر ممّا
تقدّم من إفادات السيد الأستاذ أعلى الله رتبته.
الثاني من
المقامين : في المشتقات الاسمية ، فنقول : معنى المشتق مفهوم بسيط منتزع عن الذات
بلحاظ تلبّسه بشيء من الصفات ، فيكون المفهوم عنوانا للذات بعنوان بعض صفاته.
وقال بعضهم : إنّ
معناه ذات ثبت له المبدأ كالضرب مثلا في ( ضارب ) فإن أراد ـ على بعد ـ بيان منشأ
الانتزاع وما يعتبر فيه فلا كلام فيه ، وإن أراد أنه معنى اللفظ فيرد عليه أنّ هذه
ألفاظ متعدّدة ، لها معان متعدّدة مرتبطة ، ولا شك أنّ المشتق دالّ واحد على معنى
واحد ، وهذا من الوضوح ممّا لا يرتاب فيه أحد.
والقائل بالتركيب
في معناه لا يريد به هذا المعنى ، وإنّما يريد به كونه ذا أجزاء ، وأنّه قابل
للتحليل إليها.
وفي مقابل هذا
القول ، أنه بسيط لا يقبل الانحلال وإن كان منشؤه ذا أجزاء فعليّة ، اللهم إلاّ
باللحاظ الثانوي الّذي هو حقيقة غير معنى المشتق ، فانه لا يضرّ بالبساطة ، كما
تقدمت الإشارة إليه ، وستأتي تتمة بيانه ، كما قلنا مثله في مأخوذية المبدأ في
المشتقات أنّ مثله لا يضرّ بالبساطة.
هذا ، والحقّ هو
الثاني ، والّذي دعا القائل بالتركيب إلى القول به ، إن كان
[١] الشيخ هادي
الطهراني أعلى الله تعالى مقامه. ( مجد الدين )