responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منتهى الدراية نویسنده : المروج الجزائري، السيد محمد جعفر    جلد : 7  صفحه : 105



لكن الظاهر إمكان الإسناد بعناية أخرى أقرب إلى أذهان العرف، و هي تجريد الشك و اليقين عن الزمان و لحاظ اتحاد متعلقيهما، يعني إلغاء متعلق اليقين من حيث كونه حدوث الشي‌ء، و متعلق الشك من حيث كونه بقاءه، فكأنّ هذين الوصفين تعلّقا بذات واحدة و هي العدالة، و حيث كان الملحوظ نفس المتعلق كان هذا المقدار كافياً في صحة اسناد النقض إلى اليقين، و لا يبقى مجال لتخصيص مفاد الأخبار بالشك في الرافع فقط. ففي المثال المتقدم يصح أن يقال: «عُلِمت العدالة ثم شُكّ فيها» فبلحاظ اتحاد متعلقي اليقين و الشك ذاتاً يصح اسناد النقض إلى اليقين، و يقال: انتقض اليقين ب عدالة زيد بالشك فيها سواء أ كان المتيقن مقتضياً للبقاء أم لا.
فان قلت: ان اسناد النقض إلى اليقين حيث كان مجازياً على كل حال، فمقتضى قاعدة «إذا تعذرت الحقيقة فأقرب المجازات أولى» هو حمل «النقض» على رفع اليد عن خصوص اليقين المتعلق بما فيه اقتضاء البقاء، لكونه أقرب إلى المعنى الحقيقي من حمله على رفع اليد عن مطلق اليقين و ان تعلق بما ليس في ذاته اقتضاء الدوام، و عليه يختص اعتبار الاستصحاب بالشك في الرافع دون المقتضي، فثبت مدعى الشيخ (قده).
قلت: و ان كان ذلك أقرب ظاهراً، إلاّ أن المدار في الأقربية إلى المعنى الحقيقي هو العرف لا العقل، و اليقين المتعلق بما فيه اقتضاء البقاء أقرب إلى المعنى الموضوع له اعتباراً لا عرفاً، لما عرفت من كون النقض مسنداً إلى نفس اليقين الّذي هو أمر مبرم من دون لحاظ العرف لمتعلقه، فلا يتفاوت في نظرهم بين كون متعلق اليقين مما فيه اقتضاء البقاء و بين كونه مما لم يكن فيه ذلك، فالأقربية بنظر العقل لا توجب اختصاص حجية الاستصحاب بالشك في الرافع بعد كون المناط في الأقربية نظر العرف المتبع في تشخيص مداليل الخطابات الشرعية كما لا يخفى. و يشهد له أن العرف لا يفهم من تشبيه زيد مثلا بالأسد إلاّ الشجاعة، مع كون الأقرب عقلاً إلى

نام کتاب : منتهى الدراية نویسنده : المروج الجزائري، السيد محمد جعفر    جلد : 7  صفحه : 105
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست