تتمة المقصد السادس فصل لا يخفى [1] عدم مساعدة مقدمات الانسداد على الدلالة على الكشف و الحكومة [1] ينبغي قبل توضيح المتن بيان معنى الكشف و الحكومة، فنقول و به نستعين: قد عرفت أن مقتضى مقدمات دليل الانسداد - بعد فرض تماميتها - هو حكم العقل بجواز العمل بالظن مطلقا، و قد اختلفوا في أن حكمه هذا هل هو من باب الكشف، يعني: أن العقل يكشف عن جعل الشارع الظن حجة حال الانسداد لا أنه ينشئ الحجية له؟ أم من باب الحكومة، يعني: أن العقل - بملاحظة تلك المقدمات - يحكم بحجية الظن و ينشئها له حال الانسداد كحكمه بحجية العلم حال الانفتاح و إنشائها له. و بتعبير آخر: أن العقل بعد ما لاحظ مقدمات الانسداد هل يستكشف منها عن جعل الشارع الظن حجة و ان احتمل مخالفته للواقع، فالشرع منشئ لحجيته و العقل كاشف عن هذا الإنشاء؟ أم أنه يحكم بوجوب متابعة الظن في مقام الامتثال من غير أن يرى للشرع دخلا في ذلك، فالعقل يحكم بحجيته دون الشرع كحكمه بحجية العلم حال الانفتاح من غير دخل للشارع فيها.