إلى أنها [1] موضوعة للشياع و السريان، و ان كان ربما نسب ذلك [2] إليهم، و لعل وجه النسبة ملاحظة أنه لا وجه للتمسك بها بدون الإحراز [3] و الغفلة [4] عن وجهه [5]، فتأمل جيداً [6].
شيء أصلا، فالشيوع خارج عن معناه. و لعل وجه نسبة وضع المطلق للمعنى المقرون بالشياع إلى المشهور ملاحظة عدم الوجه في التمسك بالإطلاقات بدون إحراز كون المتكلم في مقام البيان. و قد بينا أن الوجه فيه هو سيرة العقلاء.
>[1] أي: الإطلاقات، و ضمير «ذهابهم» راجع إلى المشهور، و ضمير «كونه» إلى التمسك.
[2] أي: نسب وضع المطلق للشياع و السريان إلى المشهور.
[3] أي: بدون إحراز كون المتكلم في مقام البيان، و ضمير «بها» راجع إلى الإطلاقات، و ضمير «انه» للشأن.
[4] معطوف على «ملاحظة»، و غرضه: أن الداعي إلى نسبة وضع المطلق للماهية المقيدة بالشياع إلى المشهور أمران: أحدهما: ملاحظة تمسكهم بالإطلاقات مع عدم إحراز كون المتكلم في مقام البيان، مع لزوم إحرازه في التمسك بها. ثانيهما: الغفلة عن وجه تمسكهم بها، و هو الأصل العقلائي المزبور. فهذان الأمران أوجبا التوجيه المزبور - أعني نسبة وضع المطلق للمشروط بالشياع إلى المشهور - لكنك قد عرفت وجه تمسكهم بالمطلقات، فالتوجيه المزبور غير سديد.
[5] أي: وجه تمسك المشهور و هو سيرة أهل المحاورات، و قد تقدم بيانها.
[6] لعله إشارة إلى ضعف التوجيه المزبور، و أنه كيف يمكن نسبة وضع