في معناها [1] لحاظه في غيرها [2] آلة، و كما لا يكون لحاظه فيه [3] موجباً لجزئيّته [4] فليكن كذلك فيها [5]. إن قلت: على هذا [6] لم يبق فرق بين الاسم و الحرف في المعنى، و لزم كون مثل كلمة - من - و لفظ الابتداء مترادفين صح استعمال كل منهما في موضع الآخر، و هكذا سائر الحروف مع الأسماء الموضوعة لمعانيها، و هو باطل بالضرورة كما هو واضح. قلت: الفرق بينهما [7] إنّما هو في اختصاص كل منهما بوضع
[5] أي: فليكن لحاظ الآلية في معنى كلمة - من - غير موجب لجزئيّته.
[6] أي: بناءً على هذا التحقيق الّذي ذكره بقوله: «و التحقيق حسبما يؤدي إليه النّظر الدّقيق... إلخ» و محصل التحقيق هو: دعوى اتحاد المعنى الموضوع له في الاسم و الحرف. و ملخص الإشكال على هذا التحقيق هو: لزوم ترادف مثل كلمة - من - و لفظة - الابتداء - المستلزم لصحة استعمال أحدهما مكان الآخر كغيرهما من الألفاظ المترادفة مع وضوح بطلانه، لعدم صحة استعمال «سرت ابتداء البصرة» بدل «سرت من البصرة».
[7] حاصل ما أفاده جواباً عن الإشكال بعد الاعتراف بالترادف و وحدة المعنى الموضوع له في الاسم و الحرف هو: أنّ اختلاف كيفية الوضع فيهما أوجب عدم صحة استعمال أحدهما مكان الآخر، بيانه: أنّ الاسم وُضع ليراد به المعنى في نفسه، و الحرف وضع آلة لملاحظة حال مدخوله، فالاستقلالية في الأسماء.