التنبيه الأوّل: في كيفيّة الثواب و العقاب الأخرويين:
اختلفت الأنظار في كيفيّة الثواب و العقاب الأخرويّين:
فذهب بعض: إلى أنّها من قبيل التمثّل الملكوتيّ عملا و خلقا و اعتقادا، و أنّ النّفس بواسطة الأعمال الحسنة تستعدّ لإعطاء كمال تقدر به على تمثيل الصور الغيبيّة البهيّة، و إيجاد الحور و القصور، و كذا في جانب الأعمال السيّئة، و كذا الحال في الأخلاق و العقائد على ما فصلوا في كتبهم [1].
و ذهب آخر: إلى أنّهما بحسب الجعل، كالجعل في الجعالة، و كالجزئيّات العرفيّة في الحكومات السياسية، كباب الحدود، كما هو ظاهر الكتاب و السنّة، كقوله تعالى: مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها وَ مَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزى إِلَّا مِثْلَها[2] إلى غير ذلك [3].
و ذهب آخر: إلى أنّهما بالاستحقاق و جزاء العمل [4]، بمعنى أنّه لو أمر اللّه تعالى بشيء فعمله أحد و تركه الآخر، يكون المطيع مستحقّا من