إيجاد معناها مفهمة له وضعا، و أيضا إنّ انبعاث الحيوانات يكون بكيفيّة الصوت و الحركات و الإشارات المورية لتشجيعها أو تحريكها نحو المقصود، لكن انبعاث الإنسان- بعد فهم بعث المولى من أمره، و تحقّق موضوع الإطاعة- لأجل مبادٍ موجودة في نفسه كالخوف و الرجاء.
و ما قيل- من عدم تصوّر كون اللفظ موجداً [1]- وجيهٌ لو كان ما يوجد به تكوينيّاً، لا مثل مفاد الهيئات و الحروف الموجِدة، فكما أنّ حروف القسم و النداء موجدات بنحو من الإيجاد لمعانيها كما تقدّم [2] و ألفاظ العقود و الإيقاعات كذلك عند العقلاء، كذلك هيئات الأوامر وضعت لإيجاد الإغراء و البعث، بل نرى أنّ بعض الألفاظ المهملة مستعمل لإغراء بعض الحيوانات كالكلاب و غيرها، فهي موجدة للإغراء و البعث بنحوٍ لا بالوضع.
فما أفاده المحقّق الخراسانيّ- من كونها موضوعة لإنشاء الطلب [3]، الظاهر منه أنّه غير البعث و الإغراء- إن كان مراده الطلب الحقيقيّ المتّحد مع الإرادة على مذهبه [4] كما ذهب إليه بعض آخر [5]، حتّى يكون معنى «اضرب» أُريد منك الضرب، فهو ممنوع، و السند التبادر.
و إن كان المراد الطلب الإيقاعيّ، فلا نتصوّر غير البعث و الإغراء شيئاً آخر