responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مفاتيح الأصول نویسنده : المجاهد، السيد محمد    جلد : 1  صفحه : 99
من إجمال الخطاب فلم يتحقق شهرتهم في عدم اعتبار الشّهرة حينئذ فيرجع فيه إلى حكم الأصل و يعضد ذلك فحوى ما دلّ على اعتبار الغلبة و نحو ما في مقام ترجيح أحد المجازين أو التخصيص إذ الظن الحاصل منها أضعف من الظن الحاصل من الشّهرة لا أن يقال إنّ الظنّ الحاصل من الغلبة ظن مخصوص اعتبره بل اللّسان في دلالة الألفاظ و أمّا ظنّ الشهرة فغير معلوم اعتباره فتأمل القول في حروف محتاج إليها مفتاح اختلف القول في استعمال لفظ الباء الدّاخلة على الفعل المتعدي بنفسه كما في قوله تعالى و امسحوا برءوسكم في التبعيض على قولين الأوّل أنّه لم يستعمل فيه أصلا و هو لابن جني و جماعة من الأصوليين و حكي عن سيبويه أنّه ادعى ذلك في سبعة عشر موضعا من كتابه الثاني استعمل فيه و هو محكي عن كثير من اللّغويين كابن قتيبة و أبي علي الفارسي و الأصمعي و ابن كيسان و ابن مالك و الفيروزآبادي و الكوفيين و أكثر النّحاة بل و عن ابن جني أيضا و عليه جمع كثير من الأصوليّين تأتي إليهم الإشارة و بالجملة عليه المعظم و هو المعتمد لوجوه الأوّل تصريح جمع كثير من أهل اللّغة بذلك و لا يعارضه إنكار سيبويه و ابن جنّي لأن شهادة الإثبات مقدّمة الثاني استشهدوا به على ذلك من نحو قوله تعالى عينا يشرب بها عباد اللّه و قوله شربن بماء البحر ثم ترفعت الثالث الصّحيح الّذي رواه المشايخ الثلاثة عن زرارة عن مولانا الباقر عليه السلام قال قلت له أ لا تخبرني من أين علمت و قلت إن المسح ببعض الرأس و الرجلين إلى أن قال ثم فصّل بين الكلامين فقال و امسحوا برءوسكم أنّه المسح ببعض الرأس لمكان الباء و قد استند إلى هذا الحديث جمع من الأصحاب في كون الباء في الآية الشريفة للتبعيض و قد حكى الشيخ و غيره عن أصحابنا التصريح بأنّها فيها له و هل الأصل لزوم حملها على ذلك أو لا بل يفتقر في حملها إلى قرينة الأقرب الأول فإنها ظاهرة فيه و عليه السّيد و الشيخ و ابن زهرة و العلامة و ابنه و الشّهيد و المحقق الثاني و السّيوري و الشافعي و الرّازي و البيضاوي و حكي عن القاضي عبد الجبار و أبي الحسين البصري و محققي الأصول و جمع من أئمة العربيّة و يظهر من الشهيد الثّاني أن الناطق على مجيئها له يريد الحقيقة و الحجة على المختار أمور الأوّل ما استند إليه و ابنه و الشهيد من النّقل من أهل اللّغة و يعضده الشهرة العظيمة الثاني أنها لو لم تكن للتبعيض حينئذ لكانت زائدة إذ لا فائدة غيره لحصول الإلصاق و التعدية بدونها و عدم صلاحية معنى آخر للإرادة منها و أمّا إرجاع الفعل المتعدي بنفسه إلى اللازم بالتضمين كما فعله بعض في قوله تعالى و امسحوا برءوسكم فلا يخفى بعده و مخالفته للأصل و التالي باطل لأن الأصل عدم الزّيادة فالمقدم مثله الثالث ظهور الصّحيح المتقدم في ذلك فتأمل مفتاح اعلم أن لفظة في تستعمل في معان منها الظرفية و هي حقيقة نحو الماء في الكوز و مجازية نحو قوله تعالى و لأصلبنكم في جذوع النخل و منها السّببيّة و قد نصّ عليه جمع منهم صاحب ق و ابن هشام و استشهد عليه بقوله عليه السلام و إن امرأة دخلت النّار في هرة حبستها و أنكره المحقق و العلامة و البيضاوي و العبري و الأصفهاني كما عن الرازي و لا عبرة به لأن شهادة الإثبات مقدّمة فتأمل و منها الاستعلاء و قد نصّ عليه الحاجبي و عن البصريين إنكاره و منها معنى إلى نحو فردّوا أيديهم في أفواههم و منها معنى من منها الإلصاق و الحق أنها حقيقة في الظّرفية فقط فلا يجوز حمل إطلاقها مجردا عن القرينة إلاّ عليها لوجهين الأوّل لأنّها المتبادرة منها دون غيرها و لو كانت في غيرها أو فيها و في غيرها حقيقة لكان المتبادر غيرها أو هو معها و اللازم باطل لما بيّنا من أن المتبادر الظرفية لا غير الثاني أنّه حكي إجماع أهل اللّغة و العربية على كونها حقيقة في الظرفية فلو كانت في غيرها حقيقة للزم الاشتراك و الأصل عدمه و ربّما يحكى عن بعض الأصوليين القول بكونها حقيقة شرعيّة في السّببية لا غير و يدفعه أصالة عدم النقل و أنّه يلزم أن يكون مرادفة للاّم في عرف الشارع لأن اللاّم حقيقة في عرفه كغيره في السّببيّة قطعا و الأصل عدمه ثم إنّ الظرفية المستفادة من في ظرفية مطلقة بمعنى أنّه لا إشعار فيها يكون المظروف في أول الظرف أو وسطه أو آخره لاشتراك الثلاثة في معناه عرفا و قد صرّح بما ذكر في التمهيد مفتاح اعلم أن لفظة من تستعمل في معان منها ابتداء الغاية مكانا بالاتفاق كما حكي أو زمانا على قول المبرّد و ابن درستويه و الأخفش و الكوفيين فيما حكي عنهم و صار إليه أيضا ابن هشام و ابن مالك و نجم الأئمة و السّيّد الشريف لشيوع صمت من يوم الجمعة و قمت من أول اللّيل و أنكره البصريّون فيما حكي عنهم و منها التبعيض نحو أخذت من الدّراهم و منها التبيين نحو قوله تعالى و اجتنبوا الرّجس من الأوثان و حكي عن قوم منهم الزمخشري إنكار مجيئها له و حملوا من في هذا القول على ابتداء الغاية و المعنى فاجتنبوا من الأوثان الرّجس و استبعده نجم الأئمة و منها البدلية و الظرفية و معنى عند و المجاوزة و التعليل و معنى ربّما و على و الباء و إلى و قد تأتي زائدة في النفي و شبهه نحو ما جاءني من أحد قيل و هي حينئذ لعموم النفي عن الأخفش جواز زيادتها في الموجب لقوله تعالى و لقد جاءك من نبإ المرسلين فإذا عرفت هذا فاعلم أن الظاهر أن استعمالها فيما عدا الثلاثة الأوّل مجاز لا تحمل عليه مجردا عن القرينة و لم أجد فيه خلافا و الحجّة عليه واضحة و أمّا فيها فاختلف فيه الأصوليّون فذهب العلامة في التهذيب إلى أنها مشتركة بينها لا تحمل على أحدها إلاّ بقرينة تدل عليه فجعلها

نام کتاب : مفاتيح الأصول نویسنده : المجاهد، السيد محمد    جلد : 1  صفحه : 99
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست