responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مفاتيح الأصول نویسنده : المجاهد، السيد محمد    جلد : 1  صفحه : 429
المتواتر خبر جماعة يفيد بنفسه القطع و في الوافية المتواتر هو خبر جماعة بلغوا في الكثرة أحالت العادة تواطؤهم على الكذب كالمخبرين عن وجود مكة و إسكندر و نحوهما و في غاية المأمول التواتر في اللّغة تعاقب الأشياء واحدا بعد واحد بمهلة و فترة و بتتابعها و في الاصطلاح خبر جماعة يفيد بنفسه القطع بصدقه و في شرح المبادي للسيوري التواتر في اللغة مجي‌ء واحد بعد واحد تترى بفترة بينهم و في اصطلاح العلماء عبارة عن إخبار جماعة بلغوا كثرة تفيد بنفسه العلم مع قطع النظر عما ضمّ إليه من القرائن و في البداية المتواتر هو ما بلغت رواته في الكثرة مبلغا أحالت العادة تواطؤهم و اتفاقهم على الكذب و استمر ذلك الوصف في جميع الطبقات حيث يتعدد بأن يرويه قوم عن قوم و هكذا إلى الأول فيكون أوله في هذا الوصف كآخره و وسطه كطرفيه ليحصل الوصف و هو استحالة التواطي على الكذب للكثرة في جميع الطبقات المتعددة و بهذا ينتفي التواتر عن كثير من الأخبار التي قد بلغت رواتها في زماننا ذلك الحدّ لكن لم يتفق ذلك غيره خصوصا في الابتداء و ظن كونها متواترة من لم يتفطن لهذا الشرط و في ح العضدي التواتر في اللغة تتابع أمور واحد بعد واحد بفترة من الوتر و منه ثم أرسلنا رسلنا تترى و في الاصطلاح خبر جماعة يفيد بنفسه العلم بصدقه و في الإحكام أما التواتر في اللّغة فعبارة عن تتابع أشياء واحدا بعد واحد بينهما مهلة و منه قوله تعالى ثم أرسلنا رسلنا تترى أي واحدا بعد واحد و أما في اصطلاح الأصوليين فقد قال بعض أصحابنا إنه عبارة عن خبر جماعة بلغوا في الكثرة إلى حيث يحصل العلم بقولهم و هو غلط فإن ما ذكره إنما هو حد الخبر المتواتر لا حدّ نفس التواتر و فرق بين المتواتر و التواتر و إنما التواتر في اصطلاح المتشرعة عبارة عن تتابع الخبر من جماعة يفيد العلم بخبره و أما المتواتر فقد قال بعض أصحابنا أيضا إنه الخبر المفيد للعلم اليقيني كاف عن الآخر و الحق أن المتواتر في اصطلاح المتشرعة عبارة عن خبر جماعة مفيد نفسه للعلم بمخبره (بخبره) و في زواهر الحكم التواتر هو إخبار جماعة لا يجوز العقل بسبب كثرتهم و خصوصيات أحوالهم اتفاقهم على الكذب عن شي‌ء محسوس إما أنهم أنفسهم قد شاهدوه بعينه أو يخبروا عن جماعة أمثالهم إلى أن ينتهي إخبارهم إلى مشاهدتهم إياه نفسه انتهى و قد اختلف الناس في إمكان التواتر و تحققه على أقوال الأول أن ذلك ممكن و واقع و هو للذريعة و العدة و الغنية و المعارج و التهذيب و النهاية و المبادي و شرحيه لفخر الإسلام و السّيوري و المنية و الزبدة و المعالم و البداية و شمع اليقين و سرماية الإيمان و زواهر الحكم و غاية المأمول و المستصفي و المختصر و شرحه و شرح الشرح و غيرها و في النهاية ذهب أكثر الناس إلى أن يفيد العلم سواء كان خبرا عن موجود في زماننا كالإخبار عن البلدان النائية و عن أمور ماضية كالإخبار عن وجود الأنبياء و الملوك الماضين و في المنية التواتر يفيد العلم بمخبره (بخبره) و ذلك مما اتفق عليه أكثر العقلاء و في الإحكام اتفق الكل على أن الخبر المتواتر مفيد للعلم و في غاية المأمول أن العقلاء اتفقوا على أن المتواتر يفيد العلم سواء كان خبرا عما هو موجود في زماننا كالإخبار عن البلدان النائية أو عما هو بيّن كالإخبار عن وجود الملوك المتقدمة و في شرح المختصر للعضدي اتفق العقلاء على أن الخبر المتواتر بشرائطه يفيد العلم بصدقه انتهى و بالجملة لا إشكال و لا شبهة في أن هذا القول مذهب المحققين و المعتمدين من العقلاء الثاني ما شاع نقله عن السمنية و البراهمة من إنكار ذلك و حصرهم العلوم في الحواس الظاهرة الثالث ما حكاه في المنية و غيره فقالا و من السّمنية من وافق على إفادته العلم إذا كان خبرا عن أمور موجودة في زماننا دون ما كان خبرا عن أمور سالفة للقول الأوّل ما تضمنه جملة من الكتب ففي العدة حكى عن قوم يعرفون بالسمنية أنهم أنكروا وقوع العلم بالإخبار و عندها و حصول العلم بالإدراكات دون غيرها و هذا مذهب ظاهر البطلان لا معنى للتشاغل في إبطاله و الإكثار في ردّه لأن المشكك فيما يحصل منه العلم عند الإخبار كالمشكك عند المشاهدة و غيرهما من ضروب الإدراكات من السوفسطائية و أصحاب العناد و مدخل الشبهات في هذا كمدخل الشبهات في ذلك لأن نفوسنا تسكن إلى وجود البلدان التي لم نشاهدها مثل الصّين و الرّوم و الهند و غير ذلك مما لم نشاهدها و إلى وجود الملوك و غيرهم و إلى هجرة النّبي صلى اللَّه عليه و آله و إلى وقوع المغازي و حصول الوقائع الحادثة في الأيام الماضية كما تسكن إلى العلم بالمشاهدات فيما يحصل عند الإخبار أنه ظنّ و حسبان كمن ادعى ذلك في المشاهدات و هذا القدر كاف في إبطال هذا المذهب لأنه ظاهر البطلان و في الذّريعة اعلم أن أصحاب المقالات حكوا عن فرقة تعرف بالسمنية إنكار وقوع العلم عند شي‌ء من الإخبار و أنهم يقصرون العلوم على الإدراك دون غيره و الذي يدل على بطلان هذا المذهب أنا نجد من سكون نفوسنا إلى اعتقاد وجود البلدان الكبار و الحوادث العظام ما نجده عند المشاهدات فمن تشكك في الآخر و من ادعى أنه ظن قوي كمن ادعاه في الأمرين و الأشبه إن كانت هذه الحكاية حقا أن يكون من خالف إنما خالف في الاسم دون المسمّى و اشتبه عليه العلم بالظن كما نقوله في السوفسطائية و هذا القدر كاف و في المعارج الخبر المتواتر مفيد للعلم و أنكره السّمنية لنا أن الواحد منا يجد نفسه جازمة بالبلدان و الوقائع و إن لم يشاهدها عند الإخبار عنها كجزمنا بما نشاهده جزما خاليا عن التردد و في النهاية لنا أنا نجد أنفسنا جازمة بوجود البلاد النائية و الأمم الخالية و الملوك جزما ضروريا جاريا مجرى جزمنا بالمشاهدات و في المنية بطلان كلام السّمنية معلوم بالضرورة فإن كل عاقل يجد من نفسه العلم الضروري بالبلاد النائية كالهند و الصّين و الأنبياء مثل موسى عليه السلام و عيسى عليه السلام و محمد صلى اللَّه عليه و آله و الملوك

نام کتاب : مفاتيح الأصول نویسنده : المجاهد، السيد محمد    جلد : 1  صفحه : 429
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست