responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مفاتيح الأصول نویسنده : المجاهد، السيد محمد    جلد : 1  صفحه : 413
إلى الطاعة و في الصافي التوبة بمعنى الرجوع و الإنابة فإن نسبت إلى اللّه تعالى تعدت بعلى و إذا نسبت إلى العبد تعدت بإلى و لعلّ الأول لتضمين معنى الإشفاق و العطف و معنى التوبة من العبد رجوعه إلى الله تعالى بالطاعة و الانقياد بعد ما عصى و عشى و معناها من اللّه رجوعه بالعطف على عبده بإلهامه التوبة أولا ثم قبوله إياها منه آخرا فلله توبتان و للعبد واحدة بينهما قال اللّه تعالى ثم تاب اللّه عليهم ليتوبوا أي ألهمهم التوبة ليرجعوا ثم إذا رجعوا قبل توبتهم لأنه هو التواب الرحيم و في شرح الصّحيفة السّجادية للسيد علي خان تاب من ذنبه توبا و توبة إذا أقلع عنه و عرفت بأنها الرجوع إلى اللّه تعالى بحلّ عقدة الأصل عن القلب ثم القيام بكل حقوق الرب و فرق بين الإنابة و التوبة و هو أن الإنابة أن يتوب العبد خوفا من عقوبته و التوبة أن يتوب حياء من كرمه فالأولى توبة إنابة و الثانية توبة استجابة و في المجلي التوبة هي الندم على ترك الواجب و فعل القبيح في الماضي و العزم على ترك المعاودة في المستقبل جزما و في تفسير النيسابوري التوبة لغة الرجوع فيشترك فيه الرّب و العبد فإذا وصف بها العبد فالمعنى رجع إلى ربّه لأن العاصي هارب عن ربّه و قد يفارق الرجل خدمة سيّده فيقطع السيد معروفه عنه فإذا عاد إلى السيّد عاد السيد عليه بإحسانه و معروفه و هذا معنى قبول التوبة من الله و غفران ذنوب العباد لأن التائب من الذنب كمن لا ذنب له و سئل ذو النون عن التوبة فقال إنها اسم جامع لمعان ستة أولها الندم على ما مضى و ثانيها العزم على ترك الذنوب في المستقبل و ثالثها أداء كلّ فريضة ضيعتها فيما بينك و بين الله و الرابع أداء المظالم إلى المظلومين في أموالهم و أعراضهم و الخامس إذابة كل لحم و دم نبت من الحرام و السّادس إذاقة البدن مراراة الطاعات كما أذاق حلاوة المعصية و في بعض عن القاضي سعيد القمي أنه قال التوبة ينتظم من ستة أمور أولها النّدم على ما مضى و ثانيها العزم على ترك الذنوب في المستقبل و ثالثها أداء كل فريضة ضيعتها فيما بينك و بين اللّه و الرابع أداء المظالم إلى المظلومين في أموالهم و أعراضهم و الخامس إذابة كلّ لحم نبت من الحرام و السادس إذاقة البدن مرارة الطاعات كما أذاق حلاوة المعصية و يطلق على كلّ واحد منها اسم التوبة و في الصّحاح التوبة الرجوع من الذّنب و في الحديث الندم و كذلك التوب و قال الأخفش التوب جمع توبة مثل عومة و عوم و تاب إلى اللّه توبة و متابا و قد تاب اللّه عليه وفقه لها و في الكتاب لسيبويه التوبة و استتابه سأله أن يتوب و التابوت أصله تابوة مثل ترقوة و هو فعلوة فلما سكنت الواو انقلبت هاء التأنيث تاء قال القاسم بن معن لم يختلف لغة قريش و الأنصار في شي‌ء من القرآن إلا في التابوت فلغة قريش بالتاء و لغة الأنصار بالهاء و في القاموس تاب إلى اللّه توبا و توبة و متابا و تابة و تتوبة رجع عن المعصية و هو تائب و تواب و تاب اللّه عليه و فقه للتوبة أو رجع به من التشديد إلى التخفيف أو رجع عليه بفضله و قبوله و هو تواب على عباده و توبة اسم و تل توبة قرب الموصل و استتابه سأله أن يتوب و في تفسير البيضاوي معنى التوبة هو الاعتراف بالذّنب و الندم عليه و العزم على أن لا يعود و في نهج المسترشدين للعلاّمة التوبة هي الندم على المعصية و العزم على ترك المعاودة إذ لولاه لكشف عن كونه غير نادم و في شرحه إرشاد الطالبين ذهب أبو هاشم إلى أن التوبة عبارة عن الندم على فعل معصية ماضيا و العزم على تركها مستقبلا فحقيقتها مركبة من ندم خاص و عزم خاص و قال قوم إن حقيقتها هي النّدم الخاص أي على فعل المعصية الماضية و أما العزم فغير داخل في حقيقتها و في التأويلات للقاساني أصل تاب عليه ألقى الرّجوع عليه و جعله راجعا و لعمري إنها هي التوبة المقبولة لا الرجوع الناشئ من قبله و في مجمع البحرين قوله تعالى إنه كان توابا التواب هو الله تعالى على عباده و اللّفظ من صيغ المبالغة أي رجاع عليهم بالمغفرة فقال تاب اللّه عليه غفر له و أنقذه من المعاصي و التواب من النّاس التائب الراجع إلى اللّه من تاب عن ذنبه يتوب توبة و توبا أقلع منه و الهاء في التوبة قيل لتأنيث المصدر و قيل للوحدة كالضربة ثم قال و التوب و التوبة الرّجوع من الذنب و في اصطلاح أهل العلم الندم من الذنب لكونه ذنبا و في الحديث النّدم توبة و فيه عن علي عليه السلام التوبة يجمعها ستة أشياء على الماضي من الذنوب النّدامة و للفرائض الإعادة و رد المظالم حلاوة المعاصي و التوبة الرّجوع من التشديد إلى التخفيف و منه قوله تعالى فتاب عليكم و من الحظر إلى الإباحة و منه قوله تعالى تختانون أنفسكم فتاب عليكم و في شرح الباب الحادي عشر المسمّى بالنافع يوم المحشر التوبة هي النّدم على القبيح في الماضي و الترك له في الحال و العزم على عدم المعاودة إليه في الاستقبال و في شرحه الآخر المسمّى بالمفتاح التوبة في اللّغة الرجوع فإذا أسندت إلى العبد يراد به الرجوع عن المعصية و منه قوله تعالى ثم تاب عليهم ليتوبوا و في الشرع الندم على المعصية من حيث هي معصية في الماضي مع تركها في الحال و العزم على عدم العود إليها في الاستقبال و الظاهر أنه لا حاجة إلى القيدين الأخيرين لأن قيد الحيثية يغني عنهما كما لا يخفى و في شرح التجريد للأصفهاني التّوبة هي الندم على المعصية في الحال و العزم على تركها في الاستقبال و في كشف المراد شرح تجريد الاعتقاد للعلامة التوبة هي الندم على المعصية لكونها معصية و العزم على ترك المعاودة في المستقبل لأن ترك العزم يكشف عن نفي النّدم و في المحجة البيضاء اعلم أن التوبة عبارة عن معنى ينتظم و يلتئم من ثلاثه أمور مترتبة علم و حال و فعل فالعلم أول و الحال ثان و الفعل ثالث و الأول موجب للثاني و الثاني موجب للثالث إيجابا اقتضاه اطراد سنة اللّه في الملك و الملكوت أما العلم فهو معرفة عظم ضرر الذّنوب و

نام کتاب : مفاتيح الأصول نویسنده : المجاهد، السيد محمد    جلد : 1  صفحه : 413
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست