responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : محاضرات في الأصول نویسنده : الخوئي، السيد أبوالقاسم    جلد : 5  صفحه : 143
بيان ذلك: ان الحياة مرة تضاف إلى الدنيا، و أخرى تكون الدنيا صفة لها اما على الأول فالمراد منها حياة هذه الدنيا في مقابل حياة الآخرة كما هو المراد في قوله تعالى: «ما هي الا حياتنا الدنيا نموت و نحيا» و قوله تعالى: «ان هي الا حياتنا الدنيا نموت و نحيا و ما نحن بمبعوثين» فيكون المراد من الحياة فيهما هو حياة هذه الدنيا في قبال الآخرة، كما ان المراد من الحيوان في قوله تعالى: «و ان الدار الآخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون» هو الحياة الأخروية. و أما على الثاني و هو أن تكون الدنيا صفة للحياة فالمراد منها الحياة الدانية في مقابل الحياة العالية الراقية، و هي بهذا المعنى تارة تطلق و يراد منها الحياة في مقابل الحياة الأخروية نظراً إلى ان الحياة الدنيوية و ان كانت حياة الأنبياء و الأوصياء فهي دانية بالإضافة إلى الحياة الأخروية، حيث انها حياة راقية دائمية أبدية و مملوءة بالطمأنينة و الراحة. و اما هذه الحياة فهي موقتة و زائلة و مقدمة لتلك الحياة الأبدية و مملوءة بالتعب و عدم الراحة فكيف يقاس هذه بتلك و عليه فبطبيعة الحال تكون الحياة في هذه الدنيا و لو كانت حياة عالية و راقية كحياة الأنبياء و الصالحين التي هي مملوءة بالعبودية و الإطاعة للَّه سبحانه الا انها مع ذلك تكون في جنب الحياة الأخروية دانية. و تارة أخرى تطلق و يراد منها الحياة الدانية في هذه الدنيا، في مقابل الحياة الراقية فيها يعني ان الحياة في هذه الدنيا على نوعين: أحدهما حياة دنيّة حيوانية كالحياة المملوءة باللعب و اللهو و نحوهما و ثانيهما حياة عالية راقية كحياة الأنبياء و الأولياء و من يتلو تلوهما حيث ان حياتهم بشتى أنواعها و اشكالها عبادة و طاعة للَّه تعالى:
و بعد ذلك نقول: ان المراد من الحياة في الآية الثانية هي الحياة الدانية فالدنيا صفة لها، و هي تنحصر باللعب و اللهو يعني ان الحياة الدنيّة

نام کتاب : محاضرات في الأصول نویسنده : الخوئي، السيد أبوالقاسم    جلد : 5  صفحه : 143
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست