responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : محاضرات في الأصول نویسنده : الخوئي، السيد أبوالقاسم    جلد : 2  صفحه : 38
يتصور النقص فيها أبداً فبطبيعة الحال يتحقق الفعل في الخارج و يوجد بصرف إعمالها من دون توقفه على أية مقدمة أخرى خارجة عن ذاته تعالى كما هو مقتضى قوله سبحانه «إذا أراد شيئاً ان يقول له كن فيكون».
و قد عبّر عن هذا المعنى في الروايات تارة بالمشيئة، و تارة أخرى بالإحداث و الفعل. اما الأول كما في صحيحة محمد بن مسلم عن أبي عبد اللَّه عليه السلام قال: «المشيئة محدثة». و صحيحة عمر بن أذينة عن أبي عبد اللَّه عليه السلام قال:
«خلق اللَّه المشيئة بنفسها، ثم خلق الأشياء بالمشيئة»«»و من الطبيعي ان المراد بالمشيئة هو إعمال القدرة و السلطنة، حيث انها مخلوقة بنفسها، لا باعمال قدرة أخرى، و إلا لذهب إلى ما لا نهاية له.
و اما الثاني كما في صحيحة صفوان بن يحيى قال عليه السلام: «الإرادة من الخلق الضمير، و ما يبدو لهم بعد ذلك من الفعل، و اما من اللَّه تعالى، فإرادته إحداثه، لا غير ذلك، لأنه لا يروي، و لا يهم، و لا يتفكر، و هذه الصفات منفية عنه، و هي صفات الخلق، فإرادة اللَّه الفعل لا غير ذلك، يقول له كن فيكون، بلا لفظ، و لا نطق بلسان، و لا همة، و لا تفكر، و لا كيف، كما أنه لا كيف له» فهذه الصحيحة تنص على ان إرادته تعالى هي امره التكويني.
و اما النقطة الثالثة فهي تامة، لوضوح ان إرادتنا هي الشوق المؤكد الداعي إلى إعمال القدرة و السلطنة نحو إيجاد المراد، و سنبين إن شاء اللَّه تعالى ان ملاك كون الأفعال في إطار الاختيار هو صدورها باعمال القدرة و المشيئة لا كونها مسبوقة بالإرادة، بداهة ان الإرادة بكافة مقدماتها غير اختيارية فلا يعقل ان تكون ملاكاً لاختياريتها، على انا نرى وجداناً و بشكل قاطع ان الإرادة ليست علة تامة للافعال، و سيأتي توضيح هذه النقاط بصورة

نام کتاب : محاضرات في الأصول نویسنده : الخوئي، السيد أبوالقاسم    جلد : 2  صفحه : 38
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست