responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : محاضرات في الأصول نویسنده : الخوئي، السيد أبوالقاسم    جلد : 2  صفحه : 114
(السادس) ان شيخنا المحقق (قده) قد أجاب عن هذه المسألة بجوابين.
(الأول) ان العقوبة و المثوبة ليستا من معاقب و مثيب خارجي، بل هما من تبعات الأفعال و لوازم الأعمال، و نتائج الملكات الرذيلة، و آثار الملكات الفاضلة، و مثل تلك العقوبة على النّفس لخطيئتها كالمرض العارض على البدن لنهمه، و المرض الروحاني كالمرض الجسماني، و الأدوية العقلائية كالأدوية الجسمانية، و لا استحالة في استلزام الملكات النفسانيّة الرذيلة للآلام الجسمانية و الروحانية في تلك النشأة أي النشأة الأخروية، كما انها تستلزم في هذه النشأة الدنيوية، ضرورة ان تصور المنافرات كما يوجب الآلام النفسانيّة كذلك يوجب الآلام الجسمانية، فاذن لا مانع من حدوث منافرات روحانية و جسمانية بواسطة الملكات الخبيثة النفسانيّة فالنتيجة ان العقاب ليس من معاقب خارجي حتى يقال: كيف يمكن صدور العقاب من الحكيم المختار على ما لا يكون بالاخرة بالاختيار، و في الآيات و الروايات تصريحات و تلويحات إلى ذلك، فقد تكرر في القرآن‌
- الملكات و الكمالات النفسانيّة، و مراتبها الدانية و العالية، كاختلاف الذهب و الفضة.
فالنتيجة من مجموع ما ذكرناه قد تبين ان القول بكون صفتي السعادة و الشقاوة ذاتيتين للإنسان لا يخرج عن مجرد الفرض و الخيال.
و أما النقطة الخامسة فقد ظهر خطاؤها من ناحيتين: (الأولى) ان الشقاوة ليست صفة ذاتية للإنسان ليكون في انتهاء العقاب إليها القضاء الحاسم على على قاعدة قبح العقاب على امر خارج عن الاختيار (الثانية) ان العقاب لا يعقل أن يكون من لوازم تلك الصفة على نحو العلة التامة، بل هو من معاقب خارجي كما تقدم بشكل مفصل.


نام کتاب : محاضرات في الأصول نویسنده : الخوئي، السيد أبوالقاسم    جلد : 2  صفحه : 114
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست