responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : محاضرات في الأصول نویسنده : الخوئي، السيد أبوالقاسم    جلد : 1  صفحه : 96
دون اية واسطة خارجية فلا حاجة إلى إبرازها و إحضارها فيها إلى آلة بها تبرز و تحضر، ضرورة انها لو لم تحضر بنفسها في الذهن و احتج في إحضارها فيه إلى آلة أخرى فتلك الآلة اما ان تكون لفظاً أو غير لفظ اما غير اللفظ فقد عرفت انه غير واف في إبراز المقصود في جميع موارد الحاجة، و اما اللفظ فلانا ننقل الكلام إلى ذلك اللفظ و نقول انه اما ان يحضر في الذهن بنفسه أو لا يحضر و على الأول فلا فرق بين لفظ دون لفظ بالضرورة، و على الثاني فان احتاج إلى لفظ آخر فننقل الكلام إلى ذلك اللفظ و هكذا فيذهب إلى غير النهاية، و اما المعنى فهو يحضر فيه بتوسط اللفظ فالحاضر أولا في الذهن هو اللفظ و بتبعه يحضر المعنى، فكل سامع للفظ الصادر من المتكلم ينتقل إلى اللفظ أولا و إلى المعنى ثانياً و بتبعه.
فعلى ضوء ذلك نقول: قد ظهر ان إطلاق اللفظ و إرادة شخصه أو نوعه أو صنفه أو مثله ليس من قبيل استعمال اللفظ في المعنى لا بالوضع النوعيّ و لا بالوضع الشخصي، و الوجه فيه هو أن الوضع مقدمة للاستعمال و إبراز المقاصد و لولاه لاختلت أنظمة الحياة كلها من (المادية و المعنوية) فتنظيمها و تنسيقها بشتى ألوانها و أشكالها متوقف على الوضع، فان المعاني النفسانيّة التي تتعلق بها الأغراض المادية أو المعنوية لا يمكن إبرازها و إحضارها في الأذهان إلا بالجعل و المواضعة و التعهد بذكر الألفاظ عند إرادة تفهيم تلك المعاني، و لذلك السبب فالوضع بصبح ضرورياً.
و من هنا يتبين لك أن ما لا يحتاج إبرازه و إحضاره في الأذهان إلى واسطة بل يمكن إحضاره فيها بنفسه عند تعلق الغرض به فلا حاجة إلى الوضع فيه أصلا بل هو لغو و عبث.
و حيث ان اللفظ بنفسه قابل لأن يحضر في ذهن المخاطب بلا واسطة أي شي‌ء فالوضع فيه لغو محض لا محالة.
و هذا بيان إجمالي لجميع الأقسام المذكورة.


نام کتاب : محاضرات في الأصول نویسنده : الخوئي، السيد أبوالقاسم    جلد : 1  صفحه : 96
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست