نعم يصح إنشاء المادة بالجملة الاسمية، كما في جملة «أنت حر في وجه اللّه» أو «هند طالق»، و نحو ذلك. أسماء الإشارة و الضمائر قال صاحب الكفاية - قده - يمكن ان يقال ان المستعمل فيه في أسماء الإشارة و الضمائر و نحوهما أيضاً عام، و ان تشخصه انما جاء من قبل طور استعمالها، حيث ان أسماء الإشارة وضعت ليشار بها إلى معانيها، و كذا بعض الضمائر و بعضها ليخاطب بها المعنى، و الإشارة و التخاطب يستدعيان التشخص كما لا يخفى، فدعوى ان المستعمل فيه في مثل هذا و هو و إياك إنما هو المفرد المذكر، و تشخصه إنما جاء من قبل الإشارة و التخاطب بهذه الألفاظ إليه، فان الإشارة و التخاطب لا يكاد يكون إلا إلى الشخص أو معه غير مجازفة. انتهى. و التحقيق انا لو سلمنا اتحاد المعنى الحرفي و الاسمي ذاتاً و حقيقة، و اختلافهما باللحاظ الآلي و الاستقلالي لم نسلم ما أفاده - قده - في المقام، و الوجه فيه هو ان لحاظ المعنى في مرحلة الاستعمال مما لا بد منه و لا مناص عنه، ضرورة ان الاستعمال فعل اختياري للمستعمل فيتوقف صدوره على تصور اللفظ و المعنى، و عليه فللواضع ان يجعل العلقة الوضعيّة في الحروف بما إذا لو حظ المعنى في مقام الاستعمال آلياً، و في الأسماء بما إذا لو حظ المعنى استقلالا، و لا يلزم على الواضع ان يجعل لحاظ المعنى آلياً كان أو استقلالياً قيداً للموضوع له، بل هذا لغو و عبث بعد ضرورة وجوده، و انه في مقام الاستعمال مما لا بد منه. و هذا بخلاف أسماء الإشارة و الضمائر و نحوهما، فان الإشارة إلى المعنى ليست مما لا بد منه في مرحلة الاستعمال، بيان ذلك انه ان أريد بالإشارة استعمال اللفظ في المعنى و دلالته عليه، كما قد تستعمل في ذلك في مثل قولنا قد أشرنا إليه