responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : محاضرات في الأصول نویسنده : الخوئي، السيد أبوالقاسم    جلد : 1  صفحه : 87
عن الواقع بل تدل على ان الداعي إلى إيجادها امر آخر غير قصد الحكاية.
و يترتب على ما ذكرناه ان الجملة الخبرية من جهة الدلالة الوضعيّة لا تتصف بالصدق أو الكذب، فانها ثابتة على كلا تقديري الصدق و الكذب، فقولنا «زيد عادل» يدل على ان المتكلم في مقام قصد الحكاية عن ثبوت العدالة لزيد، اما انه مطابق للواقع أو غير مطابق فهو أجنبي عن دلالته على ذلك بالكلية.
و من هنا يظهر انه لا فرق بينها و بين الجمل الإنشائية في الدلالة الوضعيّة، فكما ان الجملة الإنشائية لا تتصف بالصدق أو الكذب، بل انها مبرزة لأمر من الأمور النفسانيّة، فكذلك الجملة الخبرية فانها مبرزة لقصد الحكاية عن الواقع نفياً أو إثباتاً، حتى فيما إذا علم المخاطب كذب المتكلم في اخباره فالجملة الإنشائية و الإخبارية تشتركان في أصل الإبراز و الدلالة على أمر نفساني، و انما الفرق بينهما في ما يتعلق به الإبراز، فانه في الجملة الإنشائية امر نفساني لا تعلق له بالخارج، و لذا لا يتصف بالصدق أو الكذب بل يتصف بالوجود أو العدم، و في الجملة الخبرية امر متعلق بالخارج فان طابقه فصادق و إلا فكاذب.
و من هنا يتضح ان المتصف بالصدق و الكذب انما هو مدلول الجملة لانفسها، و اتصاف الجملة بهما انما هو بتبع مدلولها و بالعرض و المجاز، و لذا لو أمكن فرضاً الحكاية عن شي‌ء بلا دال عليها في الخارج لكانت الحكاية بنفسها متصفة بالصدق أو الكذب لا محالة.
و مما ذكرنا ظهر انه لا فرق في إبراز الحكاية بين اللفظ و غيره من الإشارة أو الكتابة أو نحوهما، فان كل ذلك بالإضافة إلى إبراز الحكاية في الخارج على نسق واحد كما انه لا فرق في ذلك بين الجملة الاسمية و الفعلية.
ثم ليعلم ان مرادنا من الخارج هو واقع نفس الأمر المقابل للفرض و التقدير أعم من الخارج و الذهن، بل كل وعاء مناسب لثبوت النسبة و عدمها، فان موارد استعمالات الجملة الخبرية كما عرفت لا تنحصر بالجواهر و الاعراض، بل تعم

نام کتاب : محاضرات في الأصول نویسنده : الخوئي، السيد أبوالقاسم    جلد : 1  صفحه : 87
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست