و يتلخص ما أفاده (قده) في أمور: الأول: أن المعنى الحرفي و الاسمي متباينان بالذات و الحقيقة، و لا اشتراك لهما في طبيعي معنى واحد. الثاني: أن المفاهيم الاسمية مفاهيم استقلالية بحد ذاتها و أنفسها، و المفاهيم الحرفية مفاهيم غير استقلالية كذلك، بل هي متقومة بغيرها ذاتاً و هوية. الثالث: أن معاني الأسماء جميعاً معان إخطارية و معاني الحروف معان إيجادية و لا يعقل أن تكون إخطارية كمعاني الأسماء و إلا لكانت مثلها في الافتقار إلى وجود رابط يربطها بغيرها فيلزم أن يكون في مثل قولنا: (زيد في الدار) مفاهيم ثلاثة إخطارية: كمفهوم (زيد) و مفهوم (الدار) و مفهوم (الظرفية) دون أن تكون هناك رابطة بين هذه المفاهيم التي لا يرتبط بعضها ببعض، فإذاً لا يتحقق التركيب و لا يصح الاستعمال لتوقفهما على وجود الرابط بين المفاهيم الاستقلالية، و من الواضح انه ليس إلا الحروف أو ما يشبهها. الرابع: أن حال المعاني الحرفية و المفاهيم الأدوية حال الألفاظ في مرحلة الاستعمال، فكما أن الألفاظ في حال الاستعمال ملحوظة آلة و المعاني ملحوظة استقلالا، فكذلك المعاني الحرفية فانها في مقام الاستعمال ملحوظة آلة و المعاني الاسمية ملحوظة استقلالا. الخامس: أن جميع ما يكون النّظر إليه آلياً يشبه المعاني الحرفية كالعناوين الكلية المأخوذة معرفات و آليات لموضوعات الأحكام أو متعلقاتها. (أقول): أما ما أفاده - قده - أولا و ثانياً من أن المعنى الحرفي و الاسمي متباينان بالذات و الحقيقة و من أن المعاني الاسمية مستقلة بحد ذاتها في عالم المفهومية و المعاني الحرفية ليست كذلك، ففي غاية الصحة و المتانة، بل و لا مناص من الالتزام بذلك كما سيأتي بيانه عن قريب - إن شاء اللّه تعالى -. و أما ما ذكره - قده - ثالثاً من أن معاني الأسماء إخطارية و معاني الحروف