من أنّ الشبهة بمعنى المشابهة و المثل، و الّذي نستشعره من هذه الرواية و أمثالها أنّ الشبهة عبارة عن مطلب يشبه - بحسب ظاهره و صورته - الحقّ و الواقع، إلاّ أنّ هذا الشبه شبه صوريّ و ظاهريّ، و ليس هو الحقّ بعينه و إن كان كأنّه حقّ بحسب ما يتبادر إلى الذهن باعتبار أنّ بعض مظاهر الحقّ موجودة فيه فيوجب ذلك الإغراء و التدليس، كما هو الحال في كثير من الدعوات الباطلة التي ظاهرها يشبه الحقّ و واقعها انحراف و ضلال، كالدعوة الوهابيّة المعنونة بعنوان الدعوة إلى التوحيد الخالص و رفض الشرك بتمام ألوانه الجليّ منه و الخفيّ، و هذا الظاهر هو عين الحقّ، إلاّ أنّ واقع الدعوة و مضمونها منحرف و مفرغ للإسلام من معانيه، أي سالخ له عن تمام مضمونه الحقيقيّ و إن كان بعنوان التحفّظ على مضمونه الحقيقيّ، و كالدعوة الماسونيّة التي هي بظاهرها معنونة بعنوان الدعوة إلى التآخي بين بني الإنسان و أفراد النوع البشريّ، و أنّ الناس إخوة في العبوديّة للّه، إلاّ انّ مثل هذه الدعوة - حسب ما يظهر من أمارات - لا يراد بها تحقيق هذا الظاهر الصحيح، و إنّما هو مطلب منحرف صيغ بهذه الصياغة الظاهريّة أريد به إلغاء إطار الأديان و تعويضها بإطار آخر. و في بعض الروايات قيل بأنّ الشبهة من الشيطان«»، و هذا