فمن
الكتاب : الآيات الناهية عن العمل بالظن وما
وراء العلم ، كقوله تعالى : «
قل إن الظن لا يغني من الحق شيئا »
[١].
ومن
السنة : الأخبار الناهية عن العمل بالخبر إذا
لم يكن عليه شاهد من كتاب الله تعالى والأخبار الآمرة بطرح ما خالف كتاب الله
تعالى ، وهي كثيرة تبلغ التواتر ، ولا شبهة أن غالب الأخبار التي بأيدينا ، إما أن
تكون مخالفة لكتاب الله تعالى ولو بالعموم ، وإما أن لا يكون عليها شاهد من الكتاب
، فلا يجوز العمل بها ، خصوصا بعد ما ورد في جواب سؤال « داود بن فرقد » كما في
البحار عن بصائر الدرجات قال : « كتبت إليه عليهالسلام
عن العلم المنقول عن آبائك وأجدادك قد اختلفوا علينا فيه ، كيف العمل به على
اختلافه؟ فكتب عليهالسلام
بخطه : ما علمتم أنه قولنا فالزموه وما لم تعملوا فردوه إلينا » [٢].
ومن
الإجماع : ما ادعاه السيد رحمهالله في مواقع من كلامه ، حتى جعل العمل
بالخبر الواحد بمنزلة العمل بالقياس في قيام الضرورة على بطلانه.
ومن
العقل : ما ذكره « ابن قبة » من أن العمل بخبر
الواحد موجب لتحليل الحرام وتحريم الحلال ، والعقل يستقل بقبحه على الشارع.
وأنت خبير بأنه لا دلالة لشئ من هذه
الأدلة على المنع عن العمل بخبر الواحد.
أمّا
الآيات : فلأن مساقها حرمة العمل بالظن في باب
العقائد وأصول الدين وعلى فرض تسليم عمومها لمطلق الأحكام الشرعية ، فغايته أن
تكون