الفصل الخامس هيئة افعل تدل بوضع المادة على الطبيعة اللابشرط من
جميع الاعتبارات حتى الوجود و العدم و حتى الاعتبار الّذي به صار مفاداً للمصدر
ضرورة ان المعنى المذكور آب عن الحمل على الذات فيمتنع وجوده في الهيئة التي تحمل
على الذات هذا وضع المادة و تدل بواسطة وضع الهيئة على الطلب القائم بالنفس
فالمركب من الوضعين يفيد الطلب المتعلق بتلك الطبيعة اللابشرط و حيث ان الطبيعة
اللا بشرط حتى من حيث الوجود و العدم لا يمكن ان تكون محلا للإرادة عقلا [1] يجب
اعتبار وجود ما زائداً على ما يقتضيه وضع المادة و الهيئة و الوجود المذكور الّذي
يجب اعتباره عقلا على أنحاء أحدها الوجود الساري في كل فرد كما في قوله تعالى أحل
اللَّه البيع الثاني الوجود المقيد بقيد خاص و من القيود المرة و التكرار و الفور
أو الوجود الأول و أمثال ذلك الثالث ان يعتبر صرف الوجود مقابل العدم الأزلي من
دون امر اخر وراء ذلك و بعبارة أخرى كان المطلوب انتقاض العدم الأزلي بالوجود من
دون ملاحظة شيء اخر و حيثما لا يدل الدليل على أحد الاعتبارات يتعين الثالث لأنه
المتيقن [2]
______________________________
[1] قولنا يجب اعتبار) بل يمكن القول باعتباره وضعاً أيضاً فان
الهيئة موضوعة بإزاء الإرادة المتعلقة بالطبيعة بلحاظ الوجود (منه)
[2] قولنا لأنه المتيقن) لا يخفى ان اعتبار صرف الوجود أيضاً قيد
زائد و يحتاج إلى مئونة زائدة فالقدر المتيقن هو مطلق الوجود المعرى حتى من هذا
القيد و لا يلزم من ذلك القول بالتكرار لأن العلة الواحدة لا تقتضي الا معلولا
واحداً (منه)