هذا، مع إمكان منع استلزامه له بالفحوى أيضا، لأنّ إضلاله تعالى عبده، إنّما هو بخذلانه- و سدّ باب التّوفيق بالطّاعة و التّأييد بالعبادة عليه و إيكاله إلى نفسه، و هذا لا يكون إلاّ بعد انقطاع الصّلاح و الفلاح عنه بالمرّة، و حينئذ يستحقّ العقاب الدّائمي و الخلود الأبدي، و مثل هذه المرتبة إذا لم يكن يستحقّها إلاّ بعد الهداية لا يلزم ان لا يستحقّ العقوبة على معصيته أصلاً إلاّ بعدها، كما لا يخفى.
لاحتمال أن يكون واردة [3] في قضيّة خاصّة و هي غزوة بدر، و كان المراد من الهلاك هو القتل، و من البيّنة هي المعجزات الباهرة الظّاهرة من النّبي (صلى اللَّه عليه و آله)، فليراجع التّفاسير.
قوله (قده): و فيه إشارة إلى المطلب- إلخ-.
فيه تأمّل أيضاً، إذ لعلّ النّكتة في التّعبير به هو تلقين أن يجاد لهم بالّتي هي أحسن [4]، فإنّ في التّعبير بعدم الوجدان من مراعاة الأدب، ما ليس في التّعبير بعدم الوجود، كما لا يخفى.
قوله (قده): و لا ريب انّ اللاّزم من العلم[5]- إلخ-.
لا ريب انّ مجرّد كون التّفصيل كذلك واقعاً، لا يوجب العلم بعدم كون المتروك محرّماً واقعيّاً ما لم يعلم به، و انّه تفصيل بجميع المحرّمات، و لم يظهر من الآية [6] انّهم كانوا