responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بدائع الأفكار نویسنده : الرشتي، الميرزا حبيب الله    جلد : 1  صفحه : 260

على الملزوم مثل الكناية كما أن دلالة البيع عليها بالمطابقة فالمبادلة لازم مدلول الصّلح و عين مدلول البيع عليها بالمطابقة فالمبادلة لازم مدلول الصّلح و عين مدلول البيع‌

السّابع‌

أنّه إذا كان مدلول الأمر نفس الإرادة و كان المطلوب عن الصّيغة إعلام المخاطب بحصول الإرادة في النفس لزم ارتفاع الفرق بين الصّيغة و الجملة الإخبارية الدالّة على الإرادة فيكون قوله أريد منك الفعل و قوله افعل بمثابة واحدة من جهة الكشف عن ثبوت الإرادة إذ من المعلوم أن هذا المعنى معنى خبري فدلالة الجمل الخبرية عليه أقوى و أظهر و به يبطل الفرق بين الإخبار و الإنشاء مطلقا و التالي باطل بالضّرورة و الوجدان و اتفاق الأعيان فكذا المقدّم و الجواب (أوّلا) بالتفصّي عن الإشكال و هو من وجوه (أحدها) أن دلالة الجملة الخبرية إنّما هو دلالة تصديقية قائمة و دلالة الإنشاء دلالة تصوّرية و توضيحه أنّ قوله أريد منك فعل الضرب مثلا كاشف عن ثبوت إرادة المتكلّم للضّرب من المخاطب و أمّا قوله اضرب فالمستفاد منه و إن كان أيضا هو وجود تلك الإرادة في ضمير المتكلّم لكن مدلول نفس الصّيغة هو الإرادة المضافة إلى الضرب من المخاطب مجرّدا عن الإخبار بوجودها و ظهورها في وجوده و تحققها في ضميره إنّما نشأ عن شي‌ء آخر كما اعترفوا به بناء على المغايرة و لعلّه ظهور حال المتكلّم و الحاصل أن دلالة الصّيغة على وجود الإرادة و تحققها غير مستند إلى وضع الصّيغة و نحن نقول أيضا إلزاما لهم على معتقدهم بمثل ذلك حرفا بحرف و ندعي أن مدلول أصل الهيئة لا يزيد عن مدلول المركب الإضافي الغير التام كقوله إرادتي منك الضّرب و لا يدلّ على تحقق الإرادة في النفس و إنّما تدلّ عليها دلالة تصوّرية على حدّ دلالة المركب الإضافي و دلالة سائر المفردات أو المركبات الغير التامة على معانيها لكن ظاهر حال الآمر هو وجود تلك الإرادة و من المقرر أن المداليل أي المعاني التي يستفاد من اللّفظ بقرينة المقام كظهور حال المتكلّم و الشّهرة و نحوها محسوب عند العقلاء و العلماء و كافة أهل اللّسان من المداليل اللفظية بحيث ينتقل إليها الذهن و لو لم يكن المخاطب ملتفتا إلى تلك القرينة و لذا قالوا إن ظهور المجاز المشهور في معنى المجازي على القول به و ظهور المطلقات المنصرفة إلى الأفراد الشائعة لا يحتاج إلى الالتفات إلى الشهرة و غلبة الاستعمال و إن كان ملاحظة العدم مؤثرة في الظّهور بل ينصرف إليها نظرا إلى وجودها حال الخطاب و اختفائها و رسوخها في طبائع أهل التخاطب و التحاور فيجري مجرى المستفاد من الوضع لكن المنشأ في الحقيقة غيره و بذلك يتضح الفرق بين مدلول نفس الصّيغة و مدلول قوله أريد منك الضّرب فإن هذا بصريح لفظه دال على وجود الإرادة بخلاف الصّيغة فإنّها لا تدل إلا على إرادة مع النّسب الثلاثة المذكورة أعني نسبتها إلى المتكلّم و المخاطب و الضرب و أمّا وجودها في نفس المتكلّم فإنّما يستفاد منها بملاحظة ظهور حال المتكلّم باتفاق الفريقين و لهذا صار اضرب إنشاء و قوله أريد منك الضّرب إخبارا فلأن الإنشاء عبارة عن كلّ كلام لا يكون حاكيا عن أمر خارجيّ من الثبوت و اللاّ ثبوت و الإخبار عبارة عن كلّ كلام يكون لمدلوله خارج يطابقه أو لا يطابقه و هذا الفرق بعينه موجود بين اللّفظين (فإن قلت) إنّ الإنشاء عبارة عن نسبة ذهنية إنشائية ليس لها خارج و ليس معناه مجرّد عدم دلالته على الثبوت و اللاّ ثبوت و لذا لا يصدق الإنشاء على المفردات مع أنّ المعنى الّذي فسّرت به الإنشاء موجود فيها أيضا لأنّها تدلّ على معاني تصوّرية من غير الدّلالة على وجودها و عدم وجودها (قلت) هذا أوّل الدّعوى فإنّ المسلم إنما هو انقسام الكلام إلى القسمين الّذين ذكرناهما أعني ما كان مدلوله ثبوت شي‌ء لشي‌ء أو عدم ثبوت له و ما لم يكن كذلك و هذا ينطبق على الفرق الّذي أبديناه و أمّا انقسامه إلى نسبة خبرية و نسبة إنشائية فغير مسلم بل هو عين النزاع و قد عرفت في المقدّمات أن تقسيم النّسب إلى النّسبة الخبريّة و الإنشائية مبني على أصل الأشعري و من قال به من المعتزلة و الإمامية فقد جهل أو تجاهل و الحاصل أنّ بهذا البيان لم يبق للإشكال المذكور عين و لا أثر نعم قد يناقش فيه بعدم مساعدة الوجدان عليه فإنا نرى أن نفس الصّيغة تدلّ على ثبوت الإرادة فلو كان معناها هي الإرادة لا غير لارتفع الفرق بينهما فليتأمّل في المقام فإنّه من مزال الأقدام (و ثانيها) ما سنح لنا سابقا و ذكرناه في كتاب البدائع مشيرا عليه ببيانات وافية حاوية المزايا كافية من أنّ الأمر موضوع لإظهار الإرادة و الخبر موضوع للإخبار عنها و فرق بين الإخبار عن الشي‌ء و بين إظهاره و محصّله يرجع إلى الفرق بين‌

مداليل الكلام و بين مداليل النّصب و الأعلام كقول المؤذن في مقام الإعلام عن دخول الوقت بقوله اللّه أكبر و كقول المخبر به إن الوقت قد دخل فإن الأوّل إنشاء و الثاني إخبار مع اتحادهما بالمآل و هو الكشف عن دخول الوقت و هذا الفرق جيّد و إن لم يساعده وجدان من يجادل في الكلام و يقول إن المستفاد من كليهما شي‌ء واحد و هو الإخبار عن دخول الوقت فيتحدان إخبارا أو إنشاء فليتأمّل جيّدا (و ثالثها) أنّ الجملة كاشفة عن وجود الإرادة و هو الملحوظ في وضعها حسب و أما الصّيغة فلوحظ فيها أيضا مضافا إلى ذلك سببيتها البعث المخاطب على الفعل و هذا البعث من العناوين الثانوية و قد أشرنا إليه سابقا و هو و إن كان حاصلا و صادقا على كلّ ما كان كاشفا عن وجود الإرادة الّتي هي الباعثة على إقدام‌

نام کتاب : بدائع الأفكار نویسنده : الرشتي، الميرزا حبيب الله    جلد : 1  صفحه : 260
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست