اعلم أنّ المسامحين في التفقّه لا يقربون إلى الطّبّ و مثله، خوفا من خطره، و لو كانوا يتعلّمونه، و يعملون له لكانوا يبالغون غاية المبالغة في الاحتياط و التأمّل و الملاحظة، حذرا من الضّرر، مع أنّ الفقه أعظم خطرا، و أشدّ ضررا، لأنّ ضرره في الأبدان و الفقه فيها و في الفروج و الأنساب و الأموال و الإيمان و غير ذلك، حتّى في مثل فعل الطّبيب أيضا، لأنّه برخصته و تجويزه.
مع أنّ أثر الطّب يفنى، و أثر الفقه يبقى، و ربّما يبقى إلى يوم القيامة، و أثره عامّ يشيع و يذيع بخلاف الطّب.
و مع أنّ الطّبّ تجربيات و عقليّات، و الفقه تعبّدي غالبا لا طريق للعقل و التجربة إليه، فليس بيد الإنسان شيء لا من جهة عقله، و لا من جهة