الحكم الشرعي الثّابت من الشّرع السّابق على شرعنا، يكون الأصل بقاءه إلى زماننا، إلاّ أن يثبت خلافه، لأنّ الرّسول (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) ما نسخ جميع الأحكام السّابقة، بل معلوم من الأخبار و الإجماع بقاء كثير منها، بل ربّما صرّحوا (عليهم السلام): «بأنّ هذا ملّة إبراهيم (عليه السلام)، و هذا شرع آدم (عليه السلام)». على أنّ نسخ الجميع لم يثبت، و هذا القدر يكفي. و من هذا يستدلّ الفقهاء بكثير ممّا ورد في الشّرع السّابق، مع أنّه ربّما يظهر حسنه الآن أيضا، لأنّه تعالى يذكره في مقام مدحهم على وجه يظهر أنّ حسنه ذاتيّ، و انّه كذلك في جميع الشّرائع، و كذا الحال في القبح و الذّمّ، فتأمّل.