موافقا للقرآن «فاضربوه عرض الجدار» [1]، و أنّه زخرف [2]، و أنّا لا نقول خلاف القرآن أبدا [3]، و أنّه ما لم تجدوا للحديث شاهدا من القرآن فلا تعملوا به [4]، و صرّح الرسول (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) في الخبر المتواتر عنه: بأنّه تارك فينا الثّقلين: كتاب اللّه، و عترته أهل البيت و جعلهما حجّة علينا إلى يوم القيامة و أمرنا بالأخذ بهما [5] و أكّد و شدّد. و ورد عنهم (عليهم السلام): «أنّه يعرف هذا و أشباهه من كتاب اللّه تعالى» حين سألوا عن وضع المرارة على الإصبع حال الوضوء [6] إلى غير ذلك.
و فقهاء الشّيعة في الأعصار و الأمصار كان ديدنهم الاستدلال و التمسّك به.
و الحاصل: أنّ القرآن كلامه تعالى يقينا، فإذا ظهر مراده تعالى فلا يمكن التأمّل، لأنّه في الحقيقة تأمّل في كونه تعالى حجّة يجب اتّباع قوله تعالى و امتثال أمره و نهيه و الاعتداد بخطاباته و أحكامه، و لا يرضى بذلك كافر فضلا عن مؤمن، سيّما أن يكون التأمّل من جهة ادّعاء ظهور من ظواهر بعض الأخبار و أين سند القرآن و متنه من سنده و متنه؟! و أمّا الدلالة فربّما كانت قطعيّة، و ربّما كانت ظنّيّة في غاية القوّة، و ربّما كانت ظنّيّة مقابلة للظنّ الحاصل من الأخبار، مع أنّه حجّة عندهم قطعا،
[1] في الأصل: (فاضربوه على الحائط)، و أثبتناه من مجمع البيان 1: 3.
[2] الوسائل 18: 78 الباب 9 من أبواب صفات القاضي الحديث 12.