نام کتاب : العدة في أصول الفقه نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 2 صفحه : 580
اللَّه و اليومَ الآخر«»و هذا تهديد لمن ترك التّأسّي به. و هذا أيضا يسقط بما قدّمناه من معنى التّأسّي. و قوله: لِمَن كانَ يَرجُوا اللَّه و اليومَ الآخر«»ليس بتهديد و لا وعيد، لأنّ الرّجاء إنّما يكون في المنافع، فكأنّه قال تعالى: لمن كان يرجو ثواب اللَّه، و الثّواب قد يستحقّ بالنّدب كما يستحقّ بالواجب. و قد قيل في الجواب عن ذلك: إنّ اللَّه سبحانه لمّا قال: لقَد كانَ لكُم في رَسول اللَّه أُسوةٌ حَسَنَة«»و لم يقل عليكم، دلّ على أنّه يرغّبنا في ذلك، و ذلك لا يقتضي الوجوب. و الأوّل أقوى. و استدلّوا أيضا: بقوله تعالى: أطيعُوا اللَّهَ و أطيعُوا الرّسول«». و الاستدلال بذلك لا يصحّ، لأنّ طاعته لا تكون إلاّ بفعل ما أمر به، و ليس للفعل في ذلك مدخل، إلاّ أن يقترن به قول يقتضي التّأسي به. و استدلّوا أيضا: بقوله تعالى: و ما آتيكم الرّسُول فَخُذُوه وَ ما نَهاكُم عَنهُ فانتَهوا«». و التّعلّق بذلك أيضا لا يصحّ، لأنّ معنى قوله: وَ ما آتيكم ما أعطاكم و أدّى إليكم، و ذلك لا يصحّ إلاّ في القول الّذي نسمعه منه و نمتثله، لأنّ سمعنا له و حفظنا إيّاه و امتثالنا له يجري مجرى ما تناولنا منه. و استدلّوا بأخبار رووها في هذا الباب كلّها أخبار آحاد لا يصحّ الاعتماد عليها في هذا الباب، و ما قلناه في تأويل الآيات قد نبّه على طريق القول فيها، نحو ما روي
نام کتاب : العدة في أصول الفقه نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 2 صفحه : 580