القضية المذكورة على عدم الزكاة في معلوفة الإبل، فمن جهة حصر مناط أصل الزكاة في السوم. و لا دخل لشيء مما ذكر بمفهوم الوصف المدعى، كما لا يخفى.
3- مفهوم الغاية
و من المفاهيم التي وقع الاختلاف فيها مفهوم الغاية. و المنسوب إلى المشهور دلالة الغاية المذكورة في القضية على ارتفاع الحكم، و إلى جماعة- منهم الشيخ و السيد (قدّس سرّهما)- عدم الدلالة.
و الحق ان يقال إن الغاية بحسب القواعد العربية (تارة) تكون غاية للموضوع، و (أخرى) تكون غاية للحكم (الأول) مثل سر من البصرة إلى الكوفة (و الثاني) مثل اجلس من الصبح إلى الزوال، ففي الأول حالها حال الوصف في عدم الدلالة، و ان كان تحديد الموضوع بها يوجب انتفاء الحكم المذكور في القضية عند حصولها، لكن قد مر ان هذا ليس قولا بالمفهوم.
و في الثاني الظاهر الدلالة، فان الغاية جعلت- بحسب مدلول القضية- غاية للحكم المستفاد من قوله اجلس. و قد حققنا في محله ان مفاد الهيئة إنشاء حقيقة الطلب لا الطلب الجزئي الخارجي، فتكون الغاية في القضية غاية لحقيقة الطلب المتعلق بالجلوس. و لازم ذلك ارتفاع حقيقة الطلب عن الجلوس عند وجودها. نعم لو قلنا ان مفاد الهيئة هو الطلب الجزئي الخارجي، فالغاية لا تدل على ارتفاع سنخ الوجوب.
و بعبارة أخرى لا إشكال في ظهور قولنا (اجلس من الصبح إلى الزوال) في ان الزوال غاية للطلب المستفاد من قولنا اجلس، فان جعلنا ..........