نام کتاب : اصول الاستنباط فى اصول الفقه نویسنده : الحيدري، السيد علي نقي جلد : 1 صفحه : 19
لما اتضح مما مر أن المكلف إنما يأخذ أحكام الشريعة من تلك
المنابع` الأربعة المباركة فلا بد له من معرفة دلالات الألفاظ على معانيها
في أوامرها و` نواهيها و عامها و خاصها و منطوقها و مفهومها إلى غير ذلك
مما يسمى` بمباحث الألفاظ من علم أصول الفقه . و لا بد له من معرفة
الحاكي للسنة و` هو الأخبار و أنواعها في متواترها و آحادها و تعارضها و
معرفة الاجماع` و أنواعه و حجيته و معرفة ما يدل عليه العقل حين الشك في
التكليف أو` المكلف به من الاحتياط في العمل أو البراءة و الاباحة أو
التخيير و موارد كل` واحد منها و شروطه . و هذههي بغية علم أصول الفقه` .
فتبين من هذا أن استخراج أحكام الفقه موقوف على علم الأصول` ولكن
هذا العلملم يكن مدونا في صدر الاسلام بعد انتقال الرسول الأعظم` - صلى
الله عليه و آله و سلم - إلى الرفيق الأعلى بل كان فقهاء الصحابة يفتون`
بما سمعوه مشافهة من النبي - صلى الله عليه و آله و سلم - و ما شاهدوه من`
أعماله و ما وعوه من معاني الكتاب المجيد و لم تكن دائرة الفروع الفقهية`
واسعة و لما اتسع نطاق الاسلام و دخل الناس في دين الله أفواجا و
حدثت`ابتلاءات في فروع فقهية جديدة اتسعت دائرة الفقه و لجأ فقهاء
الجمهور إلى` القياس و الاستحسانلا سيما من لم يصح عنده في الفقه من
أحاديث الرسول` - صلى الله عليه و آله و سلم - إلا النزر القليل` .
أما فقهاء الشيعة فانهم كانوا يرتوون في تلك العصور - فيما لم
يجدوه` في الكتاب و الأحاديث النبوية - من مناهل علوم أئمة أهل البيت
الذين هم` ثانيالثقلين اللذين خلفهما الرسول - صلى الله عليه و آله و سلم -
في الأمة` و أمرها بالتمسك بهما و هي مناهل روية عذبة تستمد من المنبع
النبوي الغزير` .
نام کتاب : اصول الاستنباط فى اصول الفقه نویسنده : الحيدري، السيد علي نقي جلد : 1 صفحه : 19