اذ جريان الاستصحاب مشروط بصدق عدم نقض اليقين بالشك و في المقام يحتمل الانتقاض و لا مجال للاخذ بالدليل في الشبهة المصداقية.
و بعبارة اخرى: يحتمل أن يكون العنوان صادقا على الفرد الذي علم بزواله فلا يكون النقض بالشك بل نقض اليقين باليقين.
و الجواب عن هذه الشبهة انه لا معنى للشك في الحالة النفسانية بأن لا يدري المكلف هل هو شاك في البقاء أو متيقن بالزوال فالشبهة المذكورة مغالطة و سفسطة فالحق جريان الاستصحاب بلا كلام.
و بالمناسبة ننبه بأمر و هو انه لا يتصور الشبهة المصداقية في موضوع الاصول العملية فان موضوعها اما اليقين و اما الشك و كلاهما من صفات النفس و من الامور الوجدانية فكيف يعقل الشك في الامر الوجداني بل اما حاصل في النفس و اما غير حاصل فلاحظ.
التنبيه الثامن: [في جريان الاستصحاب في التدريجيات]
في جريان الاستصحاب في التدريجيات و الوجه في عنوان هذا البحث و التكلم فيه انه يشترط في جريان الاستصحاب وحدة القضية المتيقنة و المشكوك فيها و حيث ان الامور التدريجية كالزمان و نحوه من الحركة و أمثالها لا تكون قارة و ثابتة بل حقائق انصرامية كلما يوجد جزء منها ينعدم جزء آخر.
وقع الاشكال عندهم في جريان الاستصحاب فيها. بتقريب ان المقوم في جريان الاستصحاب و هي وحدة القضية غير محفوظة فلا بد من العلاج.
و الكلام يقع تارة في نفس الزمان و اخرى في الزمانيات كالحركة و نحوها فهنا مقامان.