و بعبارة اخرى التصدي الخارجى نحو شيء عبارة عن الطلب بعد تحقق الشوق المؤكد الذي يكون مصداقا للارادة فالطلب متأخر رتبة عن الارادة و لذا لا يقال لمن يحب الدراسة و يشتاق اليها انه طالب للدراسة ما لم يتصد خارجا.
فالنتيجة ان الطلب مغاير للارادة مفهوما و مصداقا فالقول باتحادهما مفهوما و مصداقا أو اتحادهما مصداقا و تغايرهما مفهوما فاسد.
و الظاهر ان ما أفاده غير تام بل الحق ما أفاده في الكفاية من اتحادهما مفهوما و مصداقا غاية الامر انهما مختلفان في الانصراف عند الاطلاق.
و ما استشهد لمدعاه من عدم صدق الطلب على الشوق المؤكد غير تام، فان الطلب مثل الارادة عبارة عن التصدي نحو شيء و لذا لا يصدق عنوان الارادة على مجرد الشوق و الحب و الميل و انما يصدق عنوان الارادة عند التصدي و عنده يصدق كلا العنوانين.
و يدل على المدعى انه يصح أن يقال اريد منك كذا كما يصح ان يقال اطلب منك كذا فالارادة كالطلب تستعمل في الانشائي من الارادة و ان ابيت و قلت يصح اطلاق الارادة قبل التصدي فيقال فلان مريد للدراسة قبل التصدي الخارجي قلت يصح اطلاق الطلب ايضا فيصح أن يقال فلان طالب لأمر كذا و لا يبعد أن يكون استعمالهما قبل التصدي الخارجي استعمالا مجازيا و صفوة القول ان كلما يصدق احد العنوانين يصدق العنوان الآخر ايضا فالطلب الانشائي ارادة انشائية كما ان الارادة الحقيقية طلب حقيقي و يمكن الاستدلال على المدعى بأن الارادة إنشاء و حقيقة تستعمل في ذاته تعالى فيقال كما في كتابه المقدس «يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَ لا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ» كما انه يقال كما في كتابه ايضا «إِذا أَرادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ» فالإرادة من صفات الفعل لا من صفات الذات و في