بسم اللَّه الرحمن الرحيم و صلى اللَّه على محمد و آله الطاهرين و لعنة اللَّه على أعدائهم أجمعين.
و بعد فلما بلغ بحثنا في الدورة الفقهية إلى بعض فروع التقية أحببت ان أفرد فيها رسالة كافلة لمهمات مباحثها فيقع الكلام في مباحث:
حول أقسام التقية
المبحث الأول في أقسامها، و لما كانت التقية من العناوين التي تضاف إلى المتقى و المتقى منه و المتقى فيه فلا محالة تنقسم بحسب ذاتها و إضافاتها إلى أقسام:
منها التقسيم بحسب ذاتها، فتارة تكون التقية خوفا و أخرى تكون مداراة، و الخوف قد يكون لأجل توقع الضرر على نفس المتقى أو عرضه، أو ماله أو ما يتعلق به، و قد يكون لأجل توقعه على غيره من أخواته المؤمنين و ثالثة لأجل توقعه على حوزة الإسلام بأن يخاف شتات كلمة المسلمين بتركها و خاف وقوع ضرر على حوزة الإسلام لأجل تفريق كلمتهم إلى غير ذلك.
و المراد بالتقية مداراة ان يكون المطلوب فيها نفس شمل الكلمة و وحدتها بتحبيب المخالفين و جرّ مودتهم من غير خوف ضرر كما في التقية خوفا و سيأتي التعرض لها، و أيضا قد تكون التقية مطلوبة لغيرها كما تقدم و قد تكون مطلوبة لذاتها و هي التي بمعنى الكتمان في مقابل الإذاعة على تأمل فيه.
و بالجملة يظهر من مجموع ما ورد فيها انها على أقسام (منها) كونها كسائر الاعذار و الضرورات فرخصت للضرورة و الاضطرار و يدخل فيها التقية إلا كراهية التي لم نتعرض