responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دراسات في علم الاصول نویسنده : الهاشمي الشاهرودي، السيد علي    جلد : 2  صفحه : 321

يعرف ذلك أحد حتى الملك نفسه. فالمشية الإلهية بمنزلة الإرادة الملكية، والاخبار التعليقية نظير القوانين، غاية الأمر في المقام مولانا جلّ شأنه عالم بعلمه المكنون بالمشية، والملك غير عارف بإرادته قبل تحققها.
هذا كله في الأمر الأول.
ما ورد من التخلف وعدم وقوع ما أخبر به بعض الأنبياء والأوصياء
و امّا الأمر الثاني، وهو ما صدر عن بعض الأنبياء والأئمّة من الإخبارات التي لم تتحقق خارجا، فنقول: انّ الاخبار بشي‌ء تارة: يكون اخبارا حتميا منجزا فهو من القسم الثاني، ولا بدّ وان يقع، وإلاّ يلزم تكذيب الأنبياء. وأخرى: يكون تعليقيا وقد صرح فيه بالتعليق على المشية صريحا فتكون تلك القرائن العامة كافية في كونه معلقا على المشية، فلا يلزم من عدم تحقق المخبر به في الخارج محذور.
ثم لا يخفى انّ العامة الذين شنعوا على الشيعة بل استهزءوا بهم لالتزامهم بالبداء أيضا التزموا به، والاخبار الواردة عن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم من طرقهم في ذلك أكثر مما ورد من طرق الخاصة، قد حكاها جماعة من الصحابة عن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم كابن عباس وغيره منها: ما ورد في تفسير الآية الشريفة { يمْحُوا اللّهُ ما يشاءُ و يُثْبِتُ } و منها: ما ورد في باب الأدعية إلى غير ذلك مما ذكر في كتبهم، ولذا التزم جملة منهم بإمكان البداء في كل شي‌ء، واستثنى بعضهم من ذلك السعادة والشقاوة تمسكا بقوله صلّى اللّه عليه وآله وسلّم «الشقي شقي في بطن أمه»و بما رووه عنه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم من انه رأى أحد الصحابة النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم وبيده اليمنى كتاب وبيده اليسرى كتاب، فسئل عما في يمينه، فقال: كتاب فيه أسامي أهل الجنة، وعما في يساره، فأجاب: بأنه كتاب فيه أسامي أهل النار. ولكن يخالف ذلك ما رووه عن عمر من انه كان يدعو ويقول: «اللهم ان كنت سعيدا فثبتني، وان كنت شقيا فامحني واجعلني سعيدا»و قد رووا عن كعب الأحبار، انه قال لو لا آية في كتاب اللّه لأخبرتكم بما كان وما يكون وهي قوله تعالى‌ { يمْحُوا اللّهُ ما يشاءُ } .
فالبداء مما اتفق عليه الخاصة والعامة. وقد عرفت انه بالمعنى الّذي بيناه غير

نام کتاب : دراسات في علم الاصول نویسنده : الهاشمي الشاهرودي، السيد علي    جلد : 2  صفحه : 321
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست