responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دراسات في علم الاصول نویسنده : الهاشمي الشاهرودي، السيد علي    جلد : 1  صفحه : 162


-معنى الإرادة والاختيار لغة
ثم انّ المراد من الإرادة المستندة إلى غير ذوي الشعور، كما في قوله تعالى: { جِداراً يُرِيدُ أنْ ينْقضّ } [1]، هو أيضا البناء والتهيؤ غايته انّ التهيؤ هناك يكون طبعيا، فانّ كل ثقيل يميل إلى الأرض طبعا لو لم يكن له مانع، وفي الفعل الاختياري البناء اختياري، وهذا هو المراد من القصد والجزم والعزم ونحو ذلك من العبارات والإحاطة بجميع مزايا لغات هذه الكلمات غير ميسور لنا، وما ذكرناه هو الّذي نراه في أنفسنا، ثم بعد ذلك تعمل النّفس قدرتها في إيجاد الفعل خارجا، ويكون المرجّح لذلك مجرّد ملائمة ما اختارته مع بعض قواها، وليس في نفسنا وراء ذلك شي‌ء أصلا، وكأنّ توهم الأشعري ناشئ من مغالطة واضحة وهي الخلط بين مرجّح الوجود ومرجّح الإيجاد، فمرجّح الوجود لا بدّ وان يكون موجبا ويستحيل صدور الفعل من غير فاعل، وهذا بخلاف مرجّح الإيجاد فانّ أدنى مرجّح يكفي في ترجيح الفاعل الفعل على الترك أو العكس وهو الملائمة للطبع، ولذا لو سئل الفاعل عن سبب فعله يقول فعلته لكونه موافقا لميلي وشهوتي، فلا نعني بالفعل الاختياري الا الفعل المسبوق بالعلم أو القدرة وليس في مقدماته سوى الالتفات وإدراك ملائمته للطبع والبناء، ثم إعمال القدرة وهو الفعل أو الترك.
و اما معنى لفظ الإرادة والاختيار لغة، فالإرادة مشتقة من الرود ومنه الرائد، أي طالب الماء والكلاء، وهي على ما في اللغة تستعمل تارة: بمعنى المشيئة وهي بمعنى إعمال القدرة، وأخرى: في التهيؤ للفعل، ولذا ربما تسند الإرادة إلى الجدار كما في قوله تعالى: { جِداراً يُرِيدُ أنْ ينْقضّ } [2]أي كان مشرفا على ذلك، ولم نر من ذكر من معانيه الشوق الأكيد المحرّك للعضلات.


[1]الكهف-77.
[2]الكهف-77.

نام کتاب : دراسات في علم الاصول نویسنده : الهاشمي الشاهرودي، السيد علي    جلد : 1  صفحه : 162
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست