التعارض غير
المستقر ـ كما تقدم ـ هو التعارض الّذي لا يسري إلى دليل الحجية ، وضابطه أن لا
يوجد تناف في اقتضاءات دليل الحجية ، إما لعدم المحذور في فعلية كلا اقتضائية
للشمول لكلا الدليلين ، وإما لعدم وجود اقتضاء فيه للشمول لكلا الدليلين واختصاص
اقتضائه بأحدهما.
وعدم السراية إلى
دليل الحجية يكون في حالتين.
الأولى
ـ أن لا يكون التعارض الاصطلاحي مستبطناً للتنافي في مرحلة
الدلالة ، كما إذا كان التنافي والتعارض بين المجعولين الفعليين غير ناشئ من تنافي
الجعلين ، كما هو الحال في موارد الورود. فإن الجعلين لا تنافي بينهما فيها وإنما
لا يمكن اجتماع المجعولين الفعليين ، وحيث أن عدم إمكان الجمع يختص بعالم المجعول
ولا يشمل عالم الجعل ، فلا يحصل تناف بين الدليلين في مرحلة الدلالة ، لأن كلاّ
منهما ناظر في دلالته إلى عالم الجعل.
الثانية
ـ أن يكون التعارض الاصطلاحي مستبطناً للتنافي في مرحلة
الدلالة ، بأن كان التنافي بين المجعولين بسبب التنافي بين الجعلين الموجب للتنافي
بين