يسقطه عن الحجية.
وهذه الطائفة من أخبار الترجيح لو تمت سنداً ودلالة تقدمت على أخبار التخيير
بالتخصيص ، وأما نسبتها إلى خبر الراوندي وغيره مما دل على الترجيح بموافقة الكتاب
ومخالفة العامة فعموم من وجه ، وسوف يأتي مزيد توضيح لهذه النقطة لدى التعليق على
الاستدلال بالمقبولة والمرفوعة.
٣ ـ الترجيح بالأحدثية:
والمراد بالأحدثية
، صدور الخبر في زمن متأخر عن زمن صدور الآخر وأهم ما ورد في لسان هذا الترجيح
كمرجح لأحد المتعارضين على الآخر روايتان. إحداهما ـ رواية هشام بن سالم عن أبي
عمرو الكناني قال : « قال أبُو عَبدِ اللهِ عليهالسلام : يا أبَا عُمر أرَأيتَ لَو حَدّثتُكَ بِحَدِيثٍ أو
أفتَيتُكَ بِفُتيَا ثُمّ جِئتَني بَعدَ ذَلِكَ فَسَألتَني عَنهُ فَأخبَرْتُكَ
بِخِلافِ ذَلِكَ بِأيّهمَا كُنتُ تَأخُذُ؟ قُلتُ : بِأحدَثِهِمَا وَأدَعُ الآخَرَ.
فَقَالَ ، قَد أصَبتَ يا أبَا عَمرو ، أبَى اللهُ إلاّ أن يُعبَدَ سِرّاً. أما
وَاللهِ لأن فَعَلتُم ذَلِكَ إنّهُ لَخَيرٌ لي وَلَكُم ، وأبَى اللهُ عَزّ وَجَلّ
لَنَا وَلَكُم في دِينِهِ إلاّ التّقِيّةُ » [١].
والثانية ـ رواية
الحسين بن مختار عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : « أرَأيتُكَ لَو حَدّثتُكَ بِحَدِيثٍ العَامَ ثُمّ
جِئتَني مِن قابِل فَحَدّثتُكَ بِخِلافِهِ بِأيّهِمَا كُنتَ تَأخُذُ؟ قَالَ :
قُلتُ. كُنتُ آخُذُ بالأخِيرِ. فَقَالَ : رَحِمَكَ اللهُ » [٢].
والبحث عن هذه
الطائفة من أخبار الترجيح يقع في نقاط.
النقطة
الأولى ـ حول سند الروايتين. أما الرواية الثانية فهي ساقطة سنداً باعتبار الإرسال
الواقع فيه. وأما الرواية الأولى فهي ضعيفة بأبي عمرو الكناني
[١] جامع أحاديث
الشيعة ج ١ باب ـ ٦ ـ من أبواب المقدمات ، ص ٦٦.
[٢] جامع أحاديث
الشيعة ج ١ باب ـ ٦ ـ من أبواب المقدمات ، ص ٦٦.