ومن جملة ما ادّعي
افادته للعموم دخول اللام على الجمع.
والبحث عن ذلك يقع
أولاً في كيفية إمكان تصوير دلالة الجمع المحلّى باللام على العموم ثبوتا ، وثانيا
في تحقيق دلالته على ذلك إثباتا ، وثالثا في نوعية العموم المدّعى استفادته منه هل
انه استغراقي أو مجموعي؟
اماالبحث الثبوتي
، فتارة : يقع الحديث على ضوء تفسير المحقق الخراسانيّ ( قده ) ، للعموم بأنه
استيعاب مفهوم لافراد نفسه ، وأخرى على ضوء ما حققناه من انه استيعاب مفهوم لافراد
مفهوم آخر.
امّا على التفسير
الأول فلا إشكال في انَّ الجمع المحلّى يشتمل على ثلاث دوال ، مادة الجمع وهيئته
واللام ، ولا كلام في مدلول مادة الجمع وانما البحث في المقام عن مدلول الدالين
الآخرين ، وحينئذ يقال : انَّ هيئة الجمع تارة يفترض انَّ مدلولها معنى اسمي هو
المتعدد من افراد المادة وأخرى : يفرض انَّ مدلولها معنى حرفي فقط شأن جميع
الهيئات ، امّا على الفرض الأول فيمكن تصوير كيفية دلالة الجمع المحلّى باللام على
استيعاب الجمع لافراد نفسه بعدة وجوه.
١ ـ أَنْ يقال
باستيعابه تمام الافراد باعتبار اندراج كل فرد تحت الجمع.
وفيه
: انَّ العموم بحسب
الفرض استيعاب المفهوم لمصاديق نفسه والفرد ليس مصداقا للجمع كي يكون مقتضى
استيعاب الجمع لتمام مصاديق نفسه شموله لكل فرد.
٢ ـ أَنْ يقال
بدلالته على استيعاب كل ثلاثة ثلاثة فيكون كل فرد داخلا باعتباره جزء للثلاثة.
وفيه
: انَّ الثلاثة أحد
مراتب الجمع ومصاديقه ومقتضى العموم استيعاب جميع الافراد التي منها الأربعة أربعة
والخمسة خمسة وهكذا.
٣ ـ أَنْ يقال
بدلالته على استيعاب تمام مراتب الجمع المتمثل خارجا في المرتبة العليا المشتملة
على جميع الافراد ، وهذا بحسب الحقيقة والدقة وإِنْ لم يكن استيعابا لتمام