responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحوث في الأصول نویسنده : الغروي الإصفهاني، الشيخ محمد حسين    جلد : 2  صفحه : 31

ان الإنشاء، ليس إنشاء معنى في نفس المتكلّم، بل اللفظ حيث وضع بإزاء مبعوثية المادة، فهو وجود تنزيلي للبعث المزبور، فللمتكلّم ان يوجد البعث المزبور في الخارج، بوجوده التنزيلي الجعلي، المترتّب عليه الآثار عرفا، أو شرعاً، و هذا معنى استعماله فيه، فلا ربط أصلًا للنسبة الإنشائيّة، بإنشاء معنى في النّفس.

و أما النسبة الخبرية، فلا يعقل غير النسبة الواقعية، القائمة بالنفس، قياماً علمياً، إلا ما أشرنا إليه، من الوجود النوري الإدراكي، و هو كما عرفت في غاية المعقولية، نعم مدلوليته للكلام اللفظي غير معقول، و لعل مراد البعض، من الأشاعرة، من أنّ الكلام النفسيّ، هي النسبة القائمة بنفس المتكلم، هو هذا الوجود الإدراكي، غفلة عن انه لا يعقل مدلوليته للكلام اللفظي.

و من هنا ظهر ما في كلام الإمامية، و المعتزلة، و الأشاعرة جميعا، حيث نفى الإمامية، و المعتزلة، امرا آخر وراء الإرادة، و معاني الألفاظ في النّفس، و أنّه لا يعقل فعل للنفس، و الحال انّك قد عرفت معقوليته، و أثبت الأشاعرة مدلوليّة ما حصّلوه بوجدانهم من الحديث النفسيّ، و النسبة النفسيّة، للكلام اللفظي، مع انك قد عرفت عدم معقولية مدلولية الوجود الإدراكي، للكلام اللفظي، نعم يمكن إرجاع كلام الإمامية، إلى عدم معقولية أمر في النّفس، وراء ما ذكروه، لكن بحيث يكون مدلولًا للفظ لا بما هو هو.

ثمّ إنّ الاستعمال، و إن كان رمي المعنى برمي اللفظ، و هذا المعنى، معنى قصدي، إلا انّ اتصاف الكلام بالصدق، ليس دائرا مدار القصد الاستعمالي، كيف و هو موجود في مثل زيد كثير الرماد، مع انه لا شبهة في عدم اتصافه بهما، مع تعلّق القصد بالحكاية عن لازمه، و هو الجود، بل يدور الصدق و الكذب مدار القصد الجدّي، المتعلّق بالحكاية عن الواقع، فالكلام الوارد مورد التورية لا يتصف بالكذب، لعدم تعلّق القصد الجدّي بإراءة مضمونه، و إن تعلّق‌

نام کتاب : بحوث في الأصول نویسنده : الغروي الإصفهاني، الشيخ محمد حسين    جلد : 2  صفحه : 31
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست