فائدة الطلب و الإرادة عند الإماميّة و المعتزلة و الأشاعرة
المشهور بين الإماميّة و المعتزلة، أنّ الطلب عين الإرادة، و المعروف من الأشاعرة، هي المغايرة، و وافقهم عليها بعض أصحابنا،
و ينبغي قبل الخوض في المطلوب رسم أمور:
أحدها في تحقيق حقيقة ما يعبر عنه بالإرادة
فانّه قد اختلف القول فيها غاية الاختلاف، مع الاتفاق على أنّها فيه تعالى، هو العلم بالأصلح، و الّذي ينساق إليه النّظر الدّقيق، موافقاً لما ذهب إليه أهل التحقيق، أنّ للإرادة معنى عاماً، و إن كان يعبّر عنها بالابتهاج و الرضا، و المحبة فيه تعالى، و بها و بالشوق في غيره تعالى.
و الغرض هنا بيان السر في الحاجة إلى الشوق المغاير للعلم في أفعالنا، دون أفعاله تعالى، و هو أنّه لا ريب في أنّ مبدأ الحركات و الانتقالات هي الطبيعة، و هي قوّة جوهريّة قائمة بالجسم و لا يستند الحركات إلى النّفس