و إلى حصول ملكية السماء حقيقة للمخاطب، و أمّا رمي المعنى باللفظ، و إيجاده بوجوده التنزيلي فلا استحالة فيه، و الوجدان أصدق شاهد على أنّ طرو إلى السماء، ليس لفظا غير مستعمل في المعنى، و نحوه ملّكت السماء، كما أنّه ظهر صحة ما احتمله أستاذنا الأعظم و عمادنا الأفخم [1] دام ظله، من اتحاد المعنى في الإنشاء و الإخبار.
و أمّا في مثل صيغ العقود، و نحوها فقد عرفت حالها، من أنّ المعنى نسبة إيجاد المضمون إلى المتكلّم، غاية الأمر أنّ المتكلّم قد يقصد نفسها، و قد يقصد حكايتها، و أمّا في مثل هيئة افعل، فلما ذكرنا أيضا أنّ البعث مفهوم واحد، غاية الأمر أنّه قد يحكي عن نسبة البعث إلى نفسه، أو إلى غيره، و قد يقصد نفس البعث المأخوذ نسبة، لا الحكاية عن نسبته إلى أحد، فافهم و اغتنم.
[1] و هو المحقق الخراسانيّ في كفاية الأصول، في بحث الطلب و الإرادة، و في الفائدة الثانية من فوائده.