أمّا بعد حمد اللّه و الصّلاة على نبيّه و آله الطاهرين.
فنقول: لكل علم مسائل و مبادئ و موضوع.
أمّا مسائله فهي قضاياه المتشتتة المشتركة في غرض خاص.
و أمّا مبادئه فهي تصورية و تصديقيّة، فمبادئه التصورية راجعة إلى حدودات تلك القضايا بأطرافها، و مبادئه التصديقيّة هي ما يتوقف عليه التصديق بثبوت محمولات تلك القضايا لموضوعاتها.
و تعارف في علم الأصول تدوين المبادئ اللغوية و المبادئ الأحكامية.
فربما يتخيل انهما قسمان آخران من المبادئ يختص بهما علم الأصول. و ليس كذلك، بل المبادئ التصورية تارة لغوية و أخرى أحكاميّة، و كذا المبادئ التصديقيّة.
فالبحث- عن المعاني الحرفية، و الخبر و الإنشاء، و الحقيقة و المجاز، و أشباهها- من المبادئ التصورية اللغوية، يعرف بها مفاد الهيئات النسبية الإنشائيّة و معنى حقيقيتها و مجازيتها.
و البحث- عن ثبوت الحقيقة الشرعية، و الصحيح و الأعم، و جواز استعمال اللفظ في أكثر من معنى- من المبادئ التصديقية اللغوية، بها يصح حمل الصلاة مثلًا على معناها المتداول شرعاً، و بها يحكم بإجمال اللفظ على الصحيح، فلا موقع للإطلاق أو بالبيان الّذي معه مجال له على الأعم، و بها يحكم على