اجتماع الأمر و النهي. و لا يخفى عليك ان الإشكال ليس في معقولية النهي عن العبادة حتى يقال بان العبادة لا تتقوّم بقصد الأمر بل عباديتها ذاتية، كما سيجيء إن شاء اللّه تعالى تحقيقه في مبحث النهي عن العبادة، بل الإشكال في ان الصلاة الواجبة بالفعل كيف تكون مكروهة كالصلاة في الحمّام؟ و ان الصوم المستحب كيف يكون مكروها في يوم عاشوراء؟ سواء قلنا بان الصلاة و الصوم عبادة ذاتية أم لا. و الإشكال و ان كان في الصلاة الواجبة إذا وقعت في المسجد من حيث اجتماع الوجوب و الاستحباب جارياً، إلا ان توهم تأكد الطلب في مثله هو الموجب للاقتصار على العبادة المكروهة.
إلى هنا بلغ شيخنا العلم الأوحد آية اللّه المحقق الفذّ بعد سنة من شروعه، فلم يمهله أجله المحتوم ان يبلغ ما رام و يتم مشروعه المقدس، فجاء كتابه الناجع مبتوراً و صحيفته الكريمة هذه مخدجة غير مختومة، ففاجأته المنيّة فجر اليوم الخامس من شهر ذي الحجة عام 1361، ذلك تقدير العزيز العليم، و اللّه يفعل ما يشاء و لا يسأل عن فعله.