لأنّ
الارتباط بين الطبيعي وأفراده والمناسبة بينهما-بحيث يصحّ إطلاق الفرد
وإرادة الطبيعي منه-ممّا لا ريب فيه، بل أشدّ من الارتباط الحاصل بين
الحيوان المفترس والرّجل الشجاع الّذي يباينه ذاتا ويشابهه في بعض الصفات،
والاتّحاد بين الطبيعي وأفراده ذاتيّ، فاستعمال اللفظ وإرادة طبيعي هذا
اللفظ أولى بالصحّة.
و أمّا استعمال اللفظ وإرادة شخصه: فذكر صاحب الفصول أنّه لا يصحّ من دون
تأويل بأن يقال: إنّ مثل«زيد ثلاثي»إذا أريد به شخص نفسه، تقديره: «زيد هو
ثلاثي»فـ«زيد»جيء به توطئة ومقدّمة للمبتدإ المقدّر الّذي هو«هو»، وذكر
أنّه لو لا التأويل لزم إمّا اتّحاد الدالّ والمدلول لو كان هناك استعمال،
أو تركّب القضيّة من جزءين لو لم يكن استعمال[1].
و شيخنا الأستاذ-قدّس سرّه-قال بامتناعه[2]،
نظرا إلى أنّ الاستعمال عبارة عن إيجاد المعنى باللفظ، وجعل اللفظ وجودا
تنزيليّا للمعنى، إذ لا يمكن أن يكون الشيء وجودا تنزيليّا لنفسه، فإنّه
لا اثنينيّة في البين حتّى ينزّل أحدهما منزلة الآخر.
و لنا في هذا المقام كلام، وحاصله: أنّ الالتزام باستعمال اللفظ في نوعه أو شخصه أو غير ذلك بلا ملزم، وكلّ ذلك شعر